responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 514
ويوم ند، وأرض ندية، ومصدر هذا: الندوة، يعني على فعولة، ولذلك انقلبت ياؤه واوا كما قيل الفتوة، وهذا كله عندنا من بعد المذهب، مشبه بالمطر، لبعد مذهبه من السماء إلى الأرض. وكذلك المعروف، ينال القريب والبعيد، فيبعهد مذهبه، وكذلك ندى الأرض يبعد مذهبه، وهكذا الخير والشر، وكذلك الصوت قيل له ندى؛ لبعد مذهبه، وكذلك البخور.
وأما النداء، ممدودا فمصدر: ناديته نداء، وقال الشاعر في الصوت:
بعيد ندى التغريد أرفع صوته سحيل، وأدناه شحيج محشرج
ومن الشر قول العرب: أصابته المنديات، وهي المخزيات، التي يبعد بها الصوت وتسيرم في الآفاق وواحدتها: مندية.
وأما قوله: أصابه ما قدم وما حدث، فإنهما من القدم والحدثا، وفعلهما: فعل يفعل، بضم العين من الماضي والغابر. واسم فاعلهما على فعيل، لما فيها من معنى المبالغة، وهو قديم وحديث، مثل ظريف وكريم، ومصدرهما على: القدم والحدثان. ومعنى الكلام: أخذني ما تقدم وما تأخر، يعني من الغم أو الغيظ أو الخير أو الخوف ونحو ذلك.
وأما قوله: تقول: كسفت الشمس، وخسف القمر، هذا أجود الكلام؛ فإن فيه لغتان، هذه أجودهما، يقال: كسفت الشمس تكسف كسوفا، فهي كاسفة، الفعل للشمس، وهو غير متعد إلى مفعول، وماضيه مفتوح، ومستقبله مكسور، ومصدره على فعول، ومعناه: أظلمت الشمس أو اسودت، وعلى هذا يوجه قول جرير:

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست