responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 509
وإنما يقال ذلك في المشي، يقال: حاك في مشيه، يحيك، أي تبختر، وأحاك السيف في الضريبة، يحيك، إذا مضى وأثر فيها. وما أحاك فيه السيف؛ أي لم يؤثر.
وأما قوله: تقول: مررت على رجل يسأل، ولا تقل يتصدق؛ فإنما المتصدق: المعطي؛ فإن العامة تسمى السائل المتصدق، وتقول: تصدق وهو يتصدق إذا سأل الصدقة، وتسمى معطى الصدقة مصدقا. وتقول: قد صدق الرجل وهو يصدق، أي يعطي الصدقة، وهذا خطأ. وإنما يقال: تصدق، لمن أعطى الصدقة، وهو المتصدق، كما قال الله [تعالى]: (إنَّ اللَّهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ) وهو متفعل من الصدقة. والصدقة: ما يخرجه الرجل من زكاة ماله، أو يتنفل به متطوعا من غير الزكاة، أو يدفعه عن إبله وغنمه، منحق الله، ومن النخل والزرع الواجب. والمصدق على مثال المفعل: العامل الذي يجبي الصدقات من أربابها، وهو الذي يصدقها، أي يأخذ صدقاتها. والعامة تجعل المصدق الذي يدفع الصدقة إلى السؤال، وهو خطأ. وزعم "الخليل" أنه يقال للسائل والمعطي الصدقة جميعا: متصدق، على لفظ واحد، وهو قول العامة.
وأما قوله: أشليت الكلب وغيره، إذا دعوته إليك، وقول الناس: أشليته على الصيد خطأ؛ فإن أردت ذلك قلت: آسدته على الصيد وأوسدته، فإن أشليت إنما هو أفعلت من الشلو. والشلو من كل شيء من الحيوان: جلده وجسده، إذا مات. وأعضاؤه: أشلاؤه. وكذلك يقال إذا هزل أو بلي من الكبر ونحوه، يقال منه: ما/بقي منه إلا شلو، وإلا أشلاء؛ ولذلك تسمى سيور اللجام أشلاء اللجام، وهو جمع الشلو، ومنه قول الفرزدق:
تنازعني جسما تمزق لحمه فلم يبق إلا شلوه وأكارعه

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست