responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 510
وقال "الخليل": تقول: أشليت الكلب، واستشليته، إذا دعوته. وكل من دعوته حتى تنجيه من الضيق أو الهلاك فقد استشليته، وهذا يدل على أن العامة تخطئ إذا زادت في كلامها "عليه أو إليه" فأما إذا قالت: أشليت الكلب، ولم تذكر "عليه ولا إليه" فليس ذلك بخطأ، ولكنه قد يدعى ليطعم أو ليرسل على الصيد، فإرساله على الصيد هو إنجاؤه من الضيق أو الهلاك وهو الجوع؛ فمن قال أشليته على الصيد فإنما معناه دعوته فأرسلته على الصيد، ولكن حذف قوله: "فأرسلته" تخفيفا واختصارا. وليس حذف مثل هذا للاختصار بخطأأ. ونفس لفظ "أشليت" إنما هو أفعلت من الشلو، فهو يقتضي الدعاء إلى الشلو ضرورة. وقد قال "الشافعي": دعوت الكلب فأجاب وأرسلته فاستشلى. واستشلى استفعل من الشلو، أي طاوع المشلي، وهو يعني الانفعال، لا يتعدى في هذا، ولكن إذا قلت: استشليت فلانا، إذا دعوته إلى أن ينجو من ضيق أو هلكة، وهو متعد، أي سألته أن يستجيب لإشلائي.
وأما آسدته فهو أفعلت من قولك: أسد يأسد، إذا صار جريئا، وقد آسده غيره، أي جرأه على فعله، أي صيره مثل الأسد. ومنه قول إحدى النسوة في حديث أم زرع: "زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد". وليس حقيقة آسدته دعوته إلى السيد ولا أرسلته، ولكن معناه جرأته. فأما قول "ثعلب": أوسدته بمعنى آسدته فخطأ بالواو؛ لأن الواو في أوسدته إنما هو على أفعلته من الوساد والتوسد لا غير، فأما من الأسد لا يكون إلا على لغة من قال: واخيته وواكلته في/ آكلته وآخيته، بتحويل الهمزة الثانية واوا،

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست