responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 787
الْوَاعِظ الجوشن أحصن من الدرْع.
وَأما المغفر فَإِنَّهُ يؤول لمن لبسه بالأمن من ذهَاب المَال ونيل عز وَشرف وَكَذَلِكَ الصبية.
وَأما لبس الْفرس فَإِنَّهَا تؤول بِالْقُوَّةِ فِي الْعِزّ خُصُوصا إِن ألبسهُ لفرسه.
وَأما السِّلَاح جملَة فقد أجمع المعبرون أَنه قُوَّة وَشرف ودولة وَولَايَة وحصن ورياسة بِقدر قيمَة ذَلِك السِّلَاح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه تسلح بِجَمِيعِ السِّلَاح وَكَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن وَإِن كَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى أَهله سالما.
وَمن رأى أَنه فِي وسط قوم عَلَيْهِم سلَاح وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يُؤْذِي فيهم فَلَا يصلونَ إِلَيْهِ بمكروه وَإِن آذوه فتعبيره ضِدّه.
وَأما الْعلم فَهُوَ على نَوْعَيْنِ نوع للملوك وَيُسمى صنجقا وشفقة وَنَوع للْفُقَرَاء وَهُوَ مَمْنُوع وَفِي الْجُمْلَة يؤول بِرَجُل عَالم أَو زاهد أَو إِمَام أَو شُجَاع أَو غَنِي أَو سخي أَو جواد يَقْتَدِي النَّاس بِهِ.
وَمن رأى أَن بِيَدِهِ علما فَإِنَّهُ يصحب أحدا بِهَذِهِ الصّفة وَيحصل لَهُ من خير.
وَمن رأى أَن الْعلم سقط من يَده فتأويله بِخِلَاف.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعلم يدل على السّفر والعز والجاه.
وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ علما يجْتَمع عَلَيْهِ الْعَسْكَر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الجاه والشرف خُصُوصا إِذا كَانَ الْعلم أَبيض أَو أَخْضَر وَإِن سقط من يَده فَإِنَّهُ يَزُول عَن جاهه وشرفه وَالْعلم الْأَصْفَر يدل على السقم وَالْعلم الْأسود مَحْمُود للقضاة والخطباء ولأحد من أقَارِب الْخَلِيفَة ولغيرهم مَكْرُوه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيَة الْعلم تؤول على أوجه للْمَرْأَة زوج لما حُكيَ أَن امْرَأَة رَأَتْ كَأَنَّهَا دفنت ثَلَاثَة أَعْلَام فقصت رؤياها على ابْن سِيرِين فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تزوجك ثَلَاثَة أَشْرَاف يقتلُون عَنْك وَكَانَ كَذَلِك.
والأعلام الْحمر تدل على الْحَرْب والصفر تدل على وَقع الْبلَاء فِي المعسكر وَالْخضر تدل على سفر فِي خير وَالْبيض تدل على مطر والسود تدل على الْقَحْط وَقيل رُؤْيَة الْعلم تدل على)
اهتدائه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْعلم تؤول على أَرْبَعَة أوجه شرف وسفر وَعز وجاه وَحسن حَال.
(الْبَاب الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ)

(فِي رُؤْيَة الفولاذ وَالْحَدِيد والرصاص والنحاس وَنَحْو ذَلِك وَمَا يعْمل مِنْهَا)
أما الفولاذ فَإِنَّهُ يسْتَخْرج من خَالص الْحَدِيد وَقد تقدم مَا يعْمل مِنْهُ من الأسلحة وتعبيرها وَأما هُوَ فِي نَفسه فتعبيره نَظِير مَا يَأْتِي من ذكر الْحَدِيد وَلكنه أقوى والمعبرون عبروا الْحَدِيد وَلم يذكرَا الفولاذ لِأَنَّهُ مستخرج مِنْهُ وَالْحَدِيد شَامِل لذَلِك وَغَيره ونذكره وَمَا يعْمل مِنْهُ.
وَسُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رُؤْيا الْحَدِيد فَقَالَ وَأما الْحَدِيد فمعموله خَادِم وَغير معموله مَتَاع الدُّنْيَا بِقدر ذَلِك وَطول الْعُمر وَمن رأى أَنه يحْفر حديدا أَو يَسْتَخْرِجهُ من الْحجر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة لقَوْله تَعَالَى قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يذيب الْحَدِيد فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس وَيتَكَلَّم بِكَلَام قَبِيح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب حديدا مجموعا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من مَتَاع الدُّنْيَا وَقُوَّة على مَا يُرِيد لقَوْله تَعَالَى وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد.
وَمن رأى أَن الْحَدِيد لَان لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ملكا وَرِزْقًا وَاسِعًا لقَوْله تَعَالَى وألنا لَهُ الْحَدِيد أَن أعمل سابغات الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يشبك حديدا فَإِنَّهُ يعْمل عملا يذكر بِهِ لقَوْله تَعَالَى حَتَّى اذا جعله نَارا الْآيَة وَقيل رُؤْيَة سبك الْحَدِيد تؤول بِوُقُوعِهِ فِي أَلْسِنَة النَّاس ويغتابونه بِسَبَب مَنْفَعَة تحصل لَهُ.
وَأما الرصاص فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. من رأى أَنه أصَاب رصاصا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
وَمن رأى أَنه يذيب الرصاص فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر يحصل مِنْهُ مكسب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرصاص يؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة وخادم ومتاع الْبَيْت وتذويب الرصاص اشْتِغَال النَّاس بِهِ.
وَأما النّحاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَرِزْقًا وسبك النّحاس اصطناع مَعْرُوف لما فعله الاسكندر من سبك النّحاس على سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج.)
وَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا غير مَعْمُول فَإِنَّهُ دُخان وهول وَإِن كَانَ مَعْمُولا فَهُوَ من الخدم والنحاس جنس من الْيَهُود والدق على النّحاس شهرة اخبار وَقيل المفرغ جنس من النَّصَارَى.
وَمن رأى أَن لَهُ مفرغا مِنْهُ يدل على حُصُول المَال ومتاع الدُّنْيَا.
والقصدير مَال وَحُصُول مُرَاد واستعماله حُصُول فرج وَهُوَ فِي التَّعْبِير أَجود من الرصاص وَأما مَا يعْمل مِنْهُ فأنواع مُتَفَرِّقَة على مَا يَأْتِي ذكرهَا مفصلا.

اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 787
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست