responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 338
ولكنا نختار ثلاثة مداخل رئيسية مما يناسب هذا البحث:
أولا: هل التغير الذي يحدث في حياة الإنسان حين تتغير أوضاعه المادية والاقتصادية هو تغير في "القشرة" السياسية والاقتصادية والاجتماعية أم تغير في "جوهر" الإنسان؟.
ثانيا: لماذا يثور الإنسان بين الحين والحين؟ وعلى أي شيء يثور؟ وإلى أي شيء يهدف من ثورته؟
ثالثا: لماذا تظهر عليه أعراض المرض النفسي حين يتناول غذاء "حضاريا" لا يناسب طبيعته؟
فبالنسبة للقضية الأولى نجد بادئ ذي بدء أن دواعي التغيير المادي ذاتها نابعة من "نفس" الإنسان وليست نابعة من المادة المحيطة بالإنسان، فهذه المادة -بمعنى الكون المادي على اتساعه وبمعنى البيئة القريبة المحيطة- موجودة بالنسبة للحيوان كوجودها بالنسبة للإنسان على السواء، فلماذا لا تثير بالنسبة للحيوان الرغبة في التعرف على خواص المادة والرغبة في استخدام حصيلة المعرفة في تغيير البيئة المحيطة، بينما تثير هاتين الرغبتين بالنسبة للإنسان؟!
هل الفرق كائن في المادة أم إنه كائن في الإنسان؟! وإذا كان كائنا في الإنسان كما هو بدهي، أفليس هذا خطا ثابتا من خطوط النفس البشرية يحدد سمة من سماتها الأصيلة التي لا تتغير بتغير "القشرة" الخارجية ولا بتغير الظروف المادية والاقتصادية؟
صحيح أن حصيلة التفاعل المستمر بين الإنسان والمادة المحيطة به تحدث تغييرا في البيئة وتغييرا في صورة الإنتاج فيصبح رعويا أو زراعيا أو صناعيا أو..؟ ولكن كم يغير هذا التغيير من طبيعة الإنسان الأصيلة؟.
نترك مؤقتا قضية الملكية الفردية؛ لأننا سنفردها بحديث خاص، نثبت فيه من واقع التطبيق الشيوعي ذاته أن نزعة الملكية الفردية لم تمت في نفوس الناس ولا أمكن إحلال الملكية الجماعية محلها.. ونشير إلى بقية الدوافع:
هل تغيرت دوافع الإنسان الأصيلة؟ حبه للحياة.. رغبته في المتاع.. رغبته في الجنس.. رغبته في البروز وإثبات الذات ... رغبته في المعرفة.. رغبته في إطالة عمره على الأرض.. رغبته في السيطرة على البيئة ... رغبته في الاجتماع بالآخرين ... رغبته في الانتماء ... رغبته في التحسين المستمر لأحواله ... رغبته في

اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست