responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 334
فحين كانت الشيوعية الأولى قائمة لم يكن هناك صراع بين البشر، ومنذ وجدت الملكية الفردية نشب الصراع، وظل قائما في مرحلة الرق والإقطاع والرأسمالية، حتى إذا جاءت الشيوعية الثانية والأخيرة وألغيت الملكية الفردية زال الصراع إلى الأبد وحل محله الحب والوفاق والوئام وعاد البشر إلى الحالة الملائكية التي كانوا عليها أول مرة.
تلك خلاصة دعاواهم في التفسير المادي للقيم الإنسانية.
فإذا وضعنا هذه الدعاوى على مائدة البحث وجدنا فيها قليلا من الحق وكثيرا من المغالطات.
فأما أهمية العامل الاقتصادي في حياة الناس فأمر لا ينبغي لعاقل أن ينكره، أما إفراده بالأهمية، وجعله أساس كل شيء، وجعل كل شيء مجرد انعكاس له، والقول بأنه هو المحرك الوحيد -أو حتى المحرك الأساسي- لحياة البشر، فأمر مبالغ فيه إلى حد الاعتساف الذي يجعل جانب الحق الضئيل يضيع في وسط الأضاليل.
يقول الله سبحانه وتعالى:
{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [1].
أيك تقوم حياتكم عليها..
والتشريعات التي تنظم تداول المال في القرآن والأحاديث النبوية كثيرة بصورة ملحوظة، توحي بأهمية الحياة الاقتصادية وأهمية تنظيم العلاقات المتعلقة بالمال.
وحين دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- المدينة أمر ببناء المسجد ثم أمر ببناء السوق، وفي ذلك دلالة واضحة كذلك على أهمية الحياة الاقتصادية في حياة الأمة، وأنها أمر من أمور العبادة كبناء المسجد سواء.
ولكن المبالغة في تقدير أهميتها أمر لا يستند أولا إلى حقيقة علمية، ثم هو مفسد للتصور وللسلوك على السواء.
فقد احتاج الماديون -من أجل إعطاء الجانب المادي والاقتصادي أهمية مبالغا فيها- إلى مجموعة من المغالطات والافتراءات لا تقوم على أي دليل علمي، أولها مادية الخالق وثانيها مادية الإنسان

[1] سورة النساء: 5.
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست