responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 498
عزّ وجلّ في سورة (القيامة/75 مصحف/31 نزول) :
{بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}
بهذا التحليل تبين لنا أن الأمر على عكس ما ادّعاه "رسل" تماماً، إذ أن عقيدة الدار الآخرة عقيدة قائمة على مفهوم الجزاء والعدل، والإنسان ميال بأهوائه وشهواته إلى أن يصرف عن تصوره قانون العدل الرباني وما يتصل به، لينطلق في حياته فاجراً، دون أن تقف في طريقه تصوّرات قانون العدل.
لكن الله غر مستعد لأن يغير من سننه وأحكامه ومقاديره القائمة على أسس من علمه وحكمته وعدله ورحمته وفضله، تلبيةً لرغبات الفاجرين.
فما حاول أن يستند إليه "رسل" هو في الحقيقة دليل ضدّه، وليس دليلاً له، هذا إذا قبلنا بالمنهج الذي سلكه في الاستدلال.
الكاشف السابع: ما صبّه "رسل" من شتائم ضد الدين , إذ زعم أن الدين لا يقوم إلا على عوامل الترهيب والتلويح بالعقاب، كلام كذب على الدين.
وذلك لأن الدين يقوم على ثلاثة عناصر أساسية:
الأول: الهداية الفكرية للتي هي أقوم، وهي تشتمل على وسائل الإقناع، والتعليم، والتربية المختلفة، وإيجاد الحافز الذاتي للفعل حباً بالخير، وابتغاء مرضاة الله.
الثاني: الترغيب بالثواب العظيم، لمن آمن واستقام، وبهذا الترغيب يمارس المؤمن الاستقامة وفعل الخير والأعمال الصالحة، مدفوعاً بحافز الأمل الكبير فيما أعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات، من أجر عظيم، وثواب جزيل، في جنة الخلد، دار النعيم المقيم الذي لا نهاية له.
الثالث: الترهيب من العقاب بالعدل، الذي رتبه الله للذين كفروا ويعملون السيئات.

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست