responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 489
إلى التشريعات الأخلاقية العملية التي أنهى بها كلامه، بعد أن احتج بمثال الأم التي تسعى وراء شفاء طفلها، واعتبر بذلك النظريات الأخلاقية التجريدية تشمل بمفهومها التشريعات الأخلاقية العملية التي تضبط سلوك الناس عن الانحراف، بتوجيه قانوني ومراقبة اجتماعية.
فهو كمن قال: نحن لا نحتاج إلى الفلسفة النظرية لأصل اللغات. إذن فنحن لا نحتاج في اللغة العربية إلى قواعد النحو وتطبيقاتها على الكلام العربي.
هذا زحف تعميمي فاسد، ينتقل به الزاحف من موضوع إلى موضوع، ومن قضية إلى قضية أخرى مباينة لها تماماً، والجسر بينها قد يكون كلمة موجودة في كل القضيتين، لكنها في إحداهما غير تماماً في الأخرى.
إن مثل "رسل" لا يخفى عليه فساد مثل هذا التعميم، لكنه إذا أراد التضليل تغابى، لعل تغابيه يكون حيلة ينخدع بها الأغبياء، فيأخذون فكرته التي طرحها بالقبول، ويعتقدونها مبدأ، وبذلك يكون قد وصل إلى هدفه من تضليلهم.
الكاشف الثالث: جاء إلى الحقيقة المهمة التي كشف عنها الدين، وأقرتها العقول الإنسانية الحصيفة، خلال التاريخ الإنساني الطويل، وهي التي تثبت تكريم الإنسان وارتفاع قيمته بالنسبة إلى سائر الكائنات المدركة بالحواس، وذلك بسبب ما لديه من خصائص علمية، وأدوات معرفة، وما لديه من صفات نفسية، وأهمها حرية الإرادة، بما لديه من قدرات فكرية ونظام جسدي يستطيع بهما السيطرة على الأرض بكل ما فيها، والانتفاع من كثير من الطاقات المنبثة في السماء والأرض.
جاء "رسل" إلى هذه الحقيقة المهمة، فألغاها بمجرد توجيه كلمة الإنكار، لقيمة هذا الإنسان وبمجرد الإعلان بأن الإنسان جزء لا قيمة له بين أجزاء الطبيعة.

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست