responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 490
إن الاعتراف بقيمة الإنسان في هذا الوجود ينبه الفكر الإنساني، على أن هذا الكائن لم يمنح هذه القيمة، ولم يُعط هذا التكريم، ولم يزود بجملة الخصائص الممتازة التي زود بها، إلا ليوضع موضع الامتحان في ظروف هذه الحياة.
والاستدلالات المنطقية ترشد الفكر المستنير من خلال هذا المنطلق، إلى قضيتين:
الأولى: قضية الإيمان بالرب الخالق الواهب، الذي منح الإنسان خصائصه، وفضله وكرمه.
الثانية: ما يستتبعه الامتحان من ضرورة إقرار مبدأ الجزاء، لأن الامتحان بلا جزاء عبث، والإيمان بالجزاء يشق الطريق إلى الإيمان باليوم الآخر.
ولما كان من الأهداف الرئيسية لفلسفة "رسل" والمقررة في خطته سلفاً، أن يزلزل لدى قُرّائه عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وما تستتبعه هذه العقيدة من مفاهيم، كان عليه أن يأتي إلى كل الجذور الفكرية التي يمكن أن تهدي العقل البشري إلى هذه العقيدة، فيقتلعها، ولكنه لا يجد حجة منطقية يقتلعها بها.
إذن: فلْيَلْبَس ثوب الفلسفة العميقة العقيمة، وليقدم آراءه الفلسفية أقوالاً تقريرية لا دليل عليها، فهذه الأقوال المزيفة سيكون لها قيمة لدى الأغرار المفتونين بزخرف الفلسفات المعاصرة، ما دام الذي يقدمها فيلسوفاً مرموقاً جداً، وصاحب مؤلفات روجتها وسائل الإعلام المغرضة المضللة ترويجاً عظيماً، وتقبّلتها الرؤوس الفارغة من الموازين الصحيحة.
كيف ينكر "رسل" قيمة هذا الإنسان، ويعتبره جزءاً لا قيمة له بين أجزاء الطبيعة؟!
إن هذا الإنكار لأمر عجيب أن يصدر من مثله علماً وفلسفة.

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست