رآه، ذكر فيه أسماء الرجال الذين امتازوا بالعمل على تقدُّم الإنسانية، مع بيان الأيام والشهور التي تُقام فيها الأعياد لذكراهم وتمجيدهم، وإشاعة الفرح والسرور على الناس بمناسبة ذكراهم.
* والعبادة الفردية تكونُ بأن يتّخذ الفرد الأشخاص الأعزاء عليه، كأبيه وأمه وأستاذه وزعيمه، أو مجموعة من أهله أو عشيرته أو قومه، نماذج للمَثَل الأعلى، فيُكرمَهم، رمزاً لتكريم "الموجود الأعظم" الذي هو "الإنسانية".
* * *
(5) وبما أن كرامة الفرد من الناس إنما تكون باعتباره جزءاً من "الموجود الأعظم" الذي هو "الإنسانية" فإنه يجب على الفرد أن يُوَجِّه جميع أفكاره وأفعاله لصيانة هذا الموجود الأعظم، وإبلاغه حد الكمال.
وبهذا تنطوي الغيرية (أي: التوجُّهُ بالعمل لغير الأنا) على الواجب الأعظم، وعلى السعادة العظمى.
* * *
(6) ولئلا تكون العبادة لمعنى "الإنسانية" قضيّة مطلقةً غير محدّدة المعالم، ودون ترتيبٍ ونظام، ولئلا تكون واجبات الفرد العمليّة نحو "الإنسانية" غامضة غير مبيّنة الحدود، فقد رأى "كونت" أن يعهد بتدبير أمرَيِ العبادة والتربية إلى هيئة "إكليريكيّة" أي: هيئة دينية عليا، على مثل الأنظمة الكنسية.
لكن أعضاء هذه الهيئة إنما يكونون مجموعةً مؤلفة من:
o الفلاسفة.
o والشعراء.
o والأطباء.
ومهمة هذه الهيئة العمل على اكتشاف ما يكفل خير "الموجود الأعظم" وهو معنى "الإنسانية".
* * *