لها هو الاعتقاد في الخلق الخارق للطبيعة، الذي يُعد حدثاً فريداً وأساسياً، ولا يوجد بديل ثالث لهما.
ولهذا السبب فقد اعتبر كثير من المشتغلين بالعلوم منذ قرن مضى عقيدة التولّد الذاتي ضرورة فلسفية. وإن من أعراض عجزنا الفلسفيّ حالياً أن هذه الضرورة فقدت تقديرها.
وبرغم أن أحداث المشتغلين بعلم الأحياء قد أثلج صدورهم بانهيار عقيدة التوليد الذاتي، فإنهم ليسوا على استعداد لتقبُّل العقيدة البديلة لها، وهي الخلق الخاص، ومن ثمّ فقد فقدوا جميع الاحتمالات.
وإني لأعتقد أنه ليس ثمة اختيار أمام المشتغل بالعلوم سوى أن يتفهّم أصل الحياة عن طريق التولد الذاتي"هـ.
التعليق
هكذا نلاحظ أن القائلين بالتولد الذاتي قد طرحوا مقتضيات الدلائل العلمية، ولجؤوا إلى الاعتقاد الذي أسموه اعتقاداً فلسفياً، مع أنه لا سند له من العقل، ولا سند له من العلم، كل ما في الأمر أنهم غير مستعدين للإيمان بالخلق الرباني.
لماذا؟ ليس لديهم جواب، إلا أن مذهبهم المادي الإلحادي الذي لا دليل عليه من العقل ولا من العلم يفرض عليهم أن يرفضوا قضية الإيمان بالله، ثمّ لا بديل بعد ذلك إلا الاعتقاد بالتولد الذاتي، إذ هو الاحتمال الوحيد بعد رفض الإيمان بالله وخلقه للأشياء.
وهكذا يظهر بشكل مفضوح جداً تهافت القائلين بنشأة الحياة عن طريق التولّد الذاتي، ويظهر تعصُّبهم الأعمى ضد قضية الإيمان بالله الخالق العليم الحكيم القدير.
3- وأمّا الموضوع الثالث، وهو كيف وُجدت أنواع الأحياء؟ ، أو كيف