تطوّر بعضها من بعض في سلسلة مرتقية صاعدة، حتى بلغت قمّة التطوّر عند الإنسان؟.
وموقف المفكّر الإسلامي من هذا الموضوع، فيتلخص بما يلي:
نظرة إلى فكرة تطوّر أنواع الأحياء
لقد درس "داروين" ومن جاء بعده من الذين نّقحوا آراءه أنواع الأحياء، ما كان منها حياً وقت الدراسة، وما جمعوه من الحفريات التي قاموا بها، وما شهدوه من دفائن القرون الأولى في الصخور والكهوف، وما جمعوه من مخلفات الأحياء في الرمال، وبقايا السيول القديمة، وما استخرجوه من محفوظات الثلوج المتراكمة من أزمان قديمة، فانتهوا إلى حقائق وصفية بَنَوْا عليها تفسيرات احتمالية تخمينيّة.
وأهم الحقائق الوصفية التي توصّلوا إليها ما يلي:
1- وجود التشابه في خطّة بناء الأجسام، وفي سلوك الكائن الحي.
2- وجود بعض زوائد في بعض الأجسام، كالزائدة الدودية عند الإنسان، دون أن يكون لها وظيفة في جسم الإنسان حالياً، كما بدا لهم، وكاستطالة سلسلة الظهر السفلى عند بعض الناس استطالة تشبه بقايا ذيلٍ تقاصر، فهو كما بدا لهم في طريقه إلى الزوال.
3- تأخر وجود بعض أنواع الأحياء على سطح الأرض عن بعض.
فمن ظاهر التشابه، ووجود بعض الزوائد التي ليس لها وظائف حالياً كما بدا لهم، وتأخر وجود بعض الأحياء عن بعض وفق حساب أعمار أقدم ما اكتشف من أجسامها المدفونة ومتحجّراتها، استنتج "دارون" والذين نقّحوا فكرة التطور من بعده استنتاجاً فكرياً، أن الكائنات الحية تطوّرت