أما غلاة الشيعة: فيزعمون أنهم حفظة السنة وأساس تدوينها، والسبق إلى التدوين فضيلة لهم، فهم أساس بناء مدرسة التعبد المحض [1] . أما أهل السنة وفى مقدمتهم أبى بكر وعمر –رضى الله عنهما- فهم أساس مدرسة الاجتهاد والرأى، وهم الذين منعوا تدوين الأحاديث، وأضاعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم [2] ، التى قاموا بتدوينها على رأس المائتين بعد انقراض دولة بنى أمية، وتحول الدولة إلى بنى العباس [3] .
أما المستشرقون: فيتلخص موقفهم من السنة النبوية وتدوينها، فى موقف المستشرق اليهودى (جولدتسيهر) الذى ذهب إلى: "أن القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الدينى، والسياسى، والاجتماعى فى القرنين الأول، والثانى، وأنه ليس صحيحاً ما يقال من أنه وثيقة للإسلام فى عهده الأول، عهد الطفولة، ولكنه أثر من آثار جهود الإسلام فى عصر النضوج" [4] . [1] انظر: الشيعة وفنون الإسلام حسن الصدر ص27، 28، والمطالعات والمراجعات والردود لمحمد الحسين آل كاشف ص 56، ومعالم المدرستين لمرتضى العسكرى المجلد 2/375، ومنع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص 76، 342، 397، 424، 442، 447، وتأملات فى الحديث عند السنة والشيعة لزكريا عباس داود ص42. [2] منع تدوين الحديث أسباب ونتائج لعلى الشهرستانى ص312، 339، 468، 504، وتأملات فى الحديث لزكريا عباس داود ص 70، وركبت السفينة لمروان خليفات ص 107 وبقول الرافضة، قال المستشرقون، انظر: منهجية جمع السنة وجمع الأناجيل للدكتورة عزية على طه ص 59. [3] تأسيس علوم الشيعة حسن الصدر 278، 279. [4] العقيدة والشريعة فى الإسلام جولدتسهير ص53، 251، وانظر: دارسات محمدية ترجمة الأستاذ الصديق بشير، نقلاً عن مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد 10/564.