responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 286
القائل: "اطلب العلم ولو في الصين" والآيات القرآنية العديدة التي تحث الإنسان على التعقل والتأمل في الأشياء وطلب العلم والمعرفة، إلى آخره مما هو معروف، كل ذلك ليبينوا مدى اهتمام الإسلام بالعلم والعقل منذ القدم. بطبيعة الحال يعطي هؤلاء المفكرون معنى مطلقاً لهذه العبارات الإسلامية، وكأنها لا تنتمي إلى أي زمان ومكان، منفصلة عن الظروف التاريخية التي قيلت فيها، والمناسبات التي حددت معناها ومغزاها وقتئذٍ. من ضمن هذا الاعتبار يتضح لنا أن العلم الذي حث على طلبه الإسلام هو في جوهره العلوم الدينية والشرعية وما يتعلق بها ويتفرع عنها، وليس الفيزياء والكيمياء مثلاً (راجع كتاب العلم في الجزء الأول من "إحياء علوم الدين") ، والعقل الذي طلب الإسلام من الإنسان استخدامه كان الغرض منه التوصل إلى معرفة الله من تأمل صنعته وخلقته، كما فعل حي بن يقظان في قصة ابن طفيل، وليس الغرض منه صياغة نظرية المادية الجدلية، أو نظرية دوركهايم في الطقوس والعبادات الدينية، أو نظرية الكون المحدب".

لست أدري أي شيء يزعجه إذا كان الإسلام فعلاً يحث على تعلم كل العلوم الدينية والطبيعية والعقلية؟
لكن يبدو أن هذه الحقيقة تؤثر جذرياً على دعوة الإلحاد التي تحاول أن تتخذ من العلم دريئة لها، وتحاول أن تقنع الأجيال بأن الدين والحقائق العلمية على طرفي نقيض، لتصرفهم عن الدين وتضمهم إلى جيوش الملحدين، يضاف إلى ذلك أن الملحدين يخشون أيضاً من دخول الإسلام والمسلمين إلى معاقل العلم الصحيح، لأن هذا الدخول يشكل خطراً حقيقياً على قضية الإلحاد من أساسها، إذ يكشف الباحثون المسلمون عن طريق العلم الصحيح زيف المادية الإلحادية التي تتستر بالعلم، وتزييف ما يستطيع تزييفه لدعم مذهبها الذي ليس له سند صحيح من علم صحيح، ولا من واقع مشهود.

وفي مناقشة كلامه القائم على المغالطة التضليلية نقول:
أما كون الإسلام قد جعل أشرف العلوم ما يصلح حياة الإنسان ويقوِّم سلوكه، ويقصره على طريق الخير مبتعداً عن طريق الشر لاغتنام أعظم قدر

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست