responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 287
يستطاع اغتنامه من سعادة الحياة الدنيا، وما يُعدُّه أحسن إعداد لسعادة الحياة الأخرى، فهذا حق.

وأما كون الإسلام لم يحث على تعلم العلوم الطبيعية المادية، التي من شأنها أن تحقق المنافع الحسنة للناس، وتخدم قضايا الرفاهية والجمال والقوة والراحة واختصار الزمن وتنظيم الحياة، فهذا باطل.
فمنذ النهضة الفقهية عند علماء المسلمين قرر الفقهاء أنه يجب على جماعة المسلمين تعلم جميع العلوم النافعة للناس، بما في ذلك العلوم الصناعية، فضلاً عن العلوم الضرورية كالطب والزراعة، والعلوم المتصلة بإعداد المستطاع من القوة، وقرروا أن هذا واجب على الكفاية، تقع فيه المسؤولية على جماعة المسلمين عامة، فإذا قام به البعض سقط الطلب عن الباقين، وإذا لم يقوموا به أثموا جميعاً، واستنبطوا حكمهم هذا من مصادر التشريع الإسلامي، ونصوصه الرئيسية، والإمام الغزالي من الذين قالوا بهذا وقرروه على خلاف ما أوحى به (العظم) إذ قال في غضون ما غالط به: (راجع كتاب العلم في الجزء الأول من "إحياء علوم الدين"، للإمام الغزالي) .

فدعوى (العظم) باطلة في نظر فقهاء المسلمين، والإمام الغزالي في الإحياء قد وجه إلى أشرف العلوم، ولم يقل: إن طلب العلم الذي حثَّ عليه الإسلام منحصر في العلوم الدينية والشرعية، والغزالي نفسه تتبع معظم العلوم المعروفة في عصره فدرسها، وكتب في كثير منها، وواقع حال علماء المسلمين في عصورهم الأولى يكذِّب هذه الدعوى التي طرحها، فقد كانوا بحق طلائع النهضة العلمية الحضارية، بشهادة أساطين علماء الحضارة الحديثة، وما أظن (العظم) أكثر فهماً منهم لنصوص الإسلام وما يستنبط منها من أحكام دينية ومفاهيم إسلامية!!.

أما كون دراسة مختلف العلوم الطبيعية هادية لهم إلى معرفة الله وعظيم قدرته وبديع صنعته فهو يمثل النظر البعيد إلى آخر حلقة في سلسلة المعارف الطبيعية، ولكن هذا النظر البعيد يجعلهم يتابعون حلقات السلسلة حتى غايتها، ضمن حدود الاستطاعة الإنسانية التي تتهيأ لهم، وليس من شأنه أن يقف بهم عند الحلقات

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست