responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل عبد اللطيف، عبد العزيز بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 334
والتدبير ولا يعتقد عبادتهم) [1].
وترتب على ما سبق بيانه، أن الخصوم فهموا أن العبادة لله هي مجرد الخضوع للرب، والاعتراف بأفعال الرب مثل الرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر. لذا يقول أحدهم- وهو محمد بن عبد المجيد- في تعريف العبادة:
(فالعبادة شرعا غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد له الخاضع بعض صفات الربوبية، كما ينبئ عنه مواقع استعمالها في الشرع.
فغاية الخضوع لا تكون عبادة بمجردها بل حتى تكون على وجه خاص، وهو اعتقاد الخاضع ثبوت صفة من صفات الربوبية للمخضوع له) [2].
وإذا انتقلنا إلى مجال المناقشة والجواب على الاعتراض السابق، فنجد أن الشيخ الإمام رحمه الله قد اعتنى بهذا التقسيم، والتفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقد قرر رحمه الله الفرق بينهما في أكثر من موضع، وبين أن مشركي العرب مقرون بتوحيد الربوبية- كما سيأتي موضحا بالنصوص القرآنية، ولكنهم أنكروا توحيد العبادة، وقالوا - كما حكى القرآن عنهم- {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [3]. يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله-:
(فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا، ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال تعالى: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [4].
فإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وإن قصدهم الملائكة والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم ... وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله إلا الله) [5].
ويبين الشيخ الإمام الفرق بين التوحيدين فيقول:

1 "البراهين الجلية" ص32، 33وانظر: "منهج الرشاد" لجعفر النجفي، ص29.
2 "الرد على بعض المبتدعة من الطائفة الوهابية" ص10.
[3] سورة ص آية: 5.
[4] سورة الجن آية: 18.
5 "مجموعة مؤلفات الشيخ"، 1/156، 157.
اسم الکتاب : دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل عبد اللطيف، عبد العزيز بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست