responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل عبد اللطيف، عبد العزيز بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 335
(فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟ فقل: توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وإنزال المطر، وإنبات النبات، وتدبير الأمور. وتوحيد الإلهية فعلك أيها العبد مثل: الدعاء، والرجاء، والخوف، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة) [1]. ويوضح الشيخ رحمه الله اجتماع الربوبية والألوهية، وافتراقهما فيقول:
(اعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان، ويفترقان كما في قوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَهِ النَّاسِ} [2] وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين، وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل: من ربك، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [3] ونوع واحد في قوله صلى الله عليه وسلم "افترض عليهم صدقة توخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم" [4] إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك؟ معناه من إلهك، لأن الربوبية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها وكذلك قوله: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [5] وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً} [6] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [7] فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها، كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة) [8].
وفي هذه المقالة السابقة التي سطرها الشيخ الإمام جواب على كثير من الأدلة التي استدل بها أولئك الخصوم في إبطال هذا التقسيم، حين أظهر الشيخ وفصل متى يجتمع توحيد الربوبية والألوهية، ومتى يفترقان مما أثبت صواب هذا التقسيم والتفريق، وأن نصوص القرآن والسنة تثبته وتدل عليه.

1 "مجموعة مؤلفات الشيخ"، 1/371. وانظر: ما كتبه الشيخ حول تلك المسألة في مجموعة مؤلفاته: 1/200، 363، 398، 399 5/124، 144، 150، 182، 187.
[2] سورة الناس آية: 1.
[3] سورة التوبة آية: 60.
[4] جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.
[5] سورة الحج آية: 40.
[6] سورة الأنعام آية: 164.
[7] سورة فصلت آية: 30.
8 "مجموعة مؤلفات الشيخ"، 5/17.
اسم الکتاب : دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل عبد اللطيف، عبد العزيز بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست