responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 47
ذلك أنَّ العلم لم يعد يعترف أنَّ المادة ما تقع عليه الحواس, كما قال بذلك ماركس، ومن خلال نظريات الثقب الأسود وصل العلم إلى أنَّ ما تدركه الحواس من المواد لا يمثل إلّا 7%, أمَّا الـ93% فهي مواد لم تدركها بعد الحراس.
فماذا يصير قول ماركس عن المادة بمعيار العلم؟
وهل يصح بعد ذلك أن يضفي صفة "العلمية" على اشتراكيته؟!
أمَّا حديثة عن أنَّ في كل مادة تناقضًا، فإنه يفتقر كذلك إلى الأساس العلمي؛ إذ أن الملاحظ من الاستقراء والتتبُّع أنَّ ما في المواد هو التزاوج والتكامل, وليس على النحو الذي نرى ونشاهد ابتداءً من الذرة, وانتهاءً إلى الجرم الكبير.
{لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] .
وإن عنصري السالب والموجب الموجود في المادَّة على اختلاف طبائعها وأنواعها "مثل الذرة والكهرباء والمغناطيس, بل والنبات والحيوان والإنسان".
هذان العنصران ليسا متناقضين، بل هما متكاملان ومتزاوجان، ما دام في حالتهما الطبيعية, وهو الوضع الأغلب الذي تبنى عليه الأحكام.
ومن هنا كان قول الله سبحانه:
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49]
لكن ماركس لم يستطع إدراك هذه الحقيقة, وظنَّ التزاوج والتكامل متناقضًا بني عليه نظريته وتطبيقاتها الخاطئة.
ومن خلال تلك النظرية الخاطئة علميًّا في أساسيها "المادة والتناقض", قال ماركس بالتفسير المادي للتاريخ, وبفائض القيمة "في المجال الاقتصادي".
وبالصراع بين الطبقات في المجال الاجتماعي.

اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست