responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 48
وبدكتاتورية البروليتاريا ودولة الصعاليك "في المجال السياسي".
وكذَّب العلم والتاريخ ماركس.
وكان من أول المكذبين له في القانون الأوَّل صديقه إنجلز؛ إذ أعلن أنَّ عوامل هامَّة تشكل التاريخ غير المادة, ومن بينهما الدين ذاته, وهو ليس بمادة[1].
وفي فائض القيمة اعتبر حق العامل الكادح يأخذه الرأسمالي بغير مبرر لم يعد عصر "السبيرتيكا" أو التشغيل الأوتوماتيكي لعمليات الإنتاج، ولم يعد الربح مقابلًا لجهد العامل، بل إنَّ العامل خفَّ أو اختفى في كثير من المواقع؛ ليحلَّ محله المهندس أو المدير الإداري والفني والاقتصادي، وصار الجهد المادي الأكبر هو الآلة التي تمثّل الجانب الأكبر لرأس المال في المشروع[2].
وتساقطت "علميًّا" دعاوى ماركس.
وفي المجال الاجتماعي تساقطت كذلك دعاوى الصراع بين الطبقات بتساقط دعوى التناقض نفسها التي قامت عليها دعوى الصراع.
وكذَّب التاريخ كذلك دعاوى الصراع بين الطبقات، بما أثبته من قيام مجتمعات, وعلى مدى طويل ليس فيها الصراع بين الطبقات, وإنما بينها المودة والرحمة, يتمثَّله قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وفي المجال السياسي سقطت دعاوى دكتاتورية البروليتاريا.
بما قام في الأنظمة الشيوعية الحاكمة من دكتاتورية طبقة لا تمتُّ إلى البروليتاريا بسبب، تعيش عيشة القياصرة أو الأكاسرة, ولا يزال ذهب الكرملين يظلهم، وزادوا عليه أن صارت لهم شوارع خاصة لا يسير فيها غيرهم من أبناء البروليتاريا أو الطبقة الكادحة.

[1] شريعة الله حاكمة ليس بالحدود وحدها. ص104, د. على جريشة.
[2] مقال طيب للدكتور صلاح عدس, عنوانه: السبيرتيكا ضربة علمية الماركسية.
مجلة الثقافة المصرية, السنة الثالثة, العدد 26 نوفمبر سنة 1975م.
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست