responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
حرية الإيمان إلا قليلا، فكذلك العلم الواقعي -في نظر "كومت"- لا يصح أن يطيق ما يسمى بـ"حرية الإيمان"، إلا على هذا النحو من الضيق والقلة.
وقد عنى "كومت" بهذه الغاية الإصلاحية للجماعة الإنسانية - كما يرينا هنا- ليس فقط فيما سماه "فلسفة التاريخ"، وليس فقط في المشروع الذي وضعه، وهو "دين الإنسانية"وما لهذا الدين من عبادة ... بل قبل كل شيء فيما طلبه من وضع القوة الروحية بجانب القوة المادية في نظام الجماعة الجديد، ولكن على أن لا تكون القوة الروحية مستمدة من تعاليم الكنيسة.
والفلسفة الوضعية أو الواقعية، التي يجب أن يقام عليها نظام الجماعة الجديد ليست سوى النظام المنظم للعلم الواقعي نفسه، ونظام العلم الواقعي يقوم على أن "المعرفة الإنسانية" تستند إلى علاقات الظواهر بعضها ببعض، وأنه ليس هناك في دائرة المعرفة "مطلق" يجعل أساسا لمجهول. والمبدأ المطلق الوحيد الذي له اعتبار عام: هو أن كل شيء نسبي.. وإذن ليس هناك فائدة من الحديث عن الأصول والعلل الأولى للوجود، ولا عن أهدافها الأخيرة, وهي معرفة "الميتافيزيقا" و"الدين".
و"فندلبند"[1] يعلق على فلسفة "كومت" الوضعية بقوله:
"إن تاريخ الفلسفة الذي سار به "كومت" كثير التعقيد ... هو جذاب في بعض نقطه، ولكنه في الأكثر يقوم على الهوى وعدم المعرفة والحكم المغرض! ويمكن أن يفهم كبناء فقط لغرضه الإصلاحي.
وانتصار "النظرة الواقعية" مع انتصار تنظيم الحياة الصناعية في الوقت نفسه، هو غاية التطور التاريخي للشعوب الأوروبية، هذا الانتصار الذي سيزاوج فيه "الفكر العظيم" "وهو الفلسفة الواقعية"، و"القوة العظيمة" "وهي قوة العمال".
"وقانون الدورة الثلاثية، أو قانون المراحل الثلاث التي تمر فيها المعرفة، وهي: الدين، والميتافيزيقا, الواقعية -وهو القانون الذي

[1] في كتابه المشهور: تاريخ الفلسفة "Philosophie der Geschichte. ص552.
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست