اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 57
ان جزءا من أذن الإنسان هو سلسلة من نحو اربعة آلاف حنية (قوس) دقيقة معقدة، متدرجة بنظام بالغ، في الحجم والشكل. ويمكن القول بان هذه الحنيات تشبه آلة موسيقية، ويبدو انها معدة بحيث تلتقط، وتنقل إلى المخ، بشكل ما، كل وقع صوت أو ضجة، من قصف الرعد إلى حفيف الشجر فضلا عن المزيج الرائع من أنغام كل أداة موسيقية في الاوركسترا، ووحدتها المنسجمة، لو كان المراد عند تكوين الاذن ان تحسن خلاياها الأداء، كي يعيش الانسان، فلماذا لم يمتد مداها حتى تصل إلى ارهاف السمع؟ لعل (القوة) التي وراء نشاط هذه الخلايا قد توقعت حاجة الإنسان في المستقبل إلى الاستماع الذهني ام ان المصادفة قد شاءت تكوين الاذن خيرا من المقصود؟
ان احدى العناكب (جمع عنكبوت) المائية تصنع لنفسها عشا على شكل منطاد (بالون) من خيوط بيت العنكبوت وتعلقه بشيء ما تحت الماء، ثم تمسك ببراعة فقاعة هواء في شعر تحت جسمها، وتحملها إلى الماء ثم تطلقها تحت العش ثم تكرر هذه العملية حتى ينتفخ العش، وعندئذ تلد صغارها وتربيها، آمنة عليها من هبوب الهواء. فها هنا نجد طريقة النسج، بما يشعله من هندسة وتركيب وملاحة جوية.
ربما كان ذلك كله مصادفة.. ولكن ذلك لا يفسر لنا عمل العنكبوت!
وسمك (السلمون) الصغير يمضي سنوات في البحر، ثم يعو إلى نهره الخاص به، والأكثر من ذلك انه يصعد جانب النهر الذي يصب عنده النهر الذي ولد فيه. وقد تكون قوانين الولاية الأمريكية التي على أحد جانبي النهر صارمة وقوانين الولاية التي على الجانب الاخر غير صارمة، ولكن هذه القوانين إنما تسري على السمك الذي يمكن ان يقال عنه انه يخص جانبا دون الآخر.. فما الذي يجعل السمك يرجع إلى مكان مولده بهذا التحديد؟ ان سمكة (السلمون) التي تسبح في النهر صعدا، إذا نقلت إلى نهير آخر، ادركت توا انه ليس جدولها، فهي لذلك تشق طريقها خلال النهر، ثم تحيد ضد التيار قاصدة إلى مصيرها.
اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 57