responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 66
جدًّا، ولكن نقتصر على بعض منها، لنبرز القواعد العامة في بعض صورها الجزوئية التي تقرب الحقيقة إلى مستوى التصور الكامل.
فمن الأمثلة "التعلم والتعليم" عملان يؤديان في معظم أحوالهما إلى خير كثير عاجل وآجل، لذلك كانا من أشرف الأعمال التي يقوم بها الإنسان ومع ذلك فإنهما من الأمور التي تعتريها الأحكام الخمسة في الشريعة الإسلامية، فقد يكونان فرضين، وحرامين، ومندوبين، ومكروهين، ومباحين.
يكونان فرضين لازمين بالنسبة إلى الأمور التي يفضي الجهل بها إلى ضرر محقق عاجل أو آجل في الدنيا أو الآخرة.
ولما كان الجهل بأركان الإيمان وأركان الإسلام وأحكام الشريعة الربانية، المتعلقة بالأعمال التي يقوم بها كل إنسان مفضيًا إلى ضرر محقق ينزل بالإنسان، وهو عقاب الله يوم القيامة بالإضافة إلى المضار الدنيوية الأخرى كان تعلم هذه الأمور وتعليمها مما هو مفروض في الشريعة الإسلامية، وكان الاستمرار على الجهل بها مع توافر الوسائل لتعلمها محرمًا لا يعذر به صاحبه.
ولما كان الجهل بأسباب القوة التي تدرأ كيد أعداء الحق ومكرهم مفضيًا إلى ضرر محقق تتعرض به الأمة الإسلامية إلى خطر تسلط عدوها عليها كان تعلم هذه الأسباب وتعليمها من الأمور المفروضة على المسلمين، وكان الاستمرار على الجهل بها مع توافر الوسائل لتعلمها محرمًا لا تعذر به الأمة.
ولما كان الجهل بالأمور الصحية مفضيًا إلى ضرر محقق تتعرض به الأجسام إلى خطر انتشار الأمراض والأوبئة كان تعلم هذه العلوم وتعليمها من الأمور المفروضة.
وهناك نوع من العلوم يغلب فيه أن تعلمه يفضي إلى الضرر المحقق، لما فيه من مزالق خطرة لا يسلم منها الإنسان كالسحر، ولذلك يحرم تعلمه وتعليمه.
أما العلوم النافعة التي لا يؤدي الجهل بها إلى ضرر محقق فإنه تعلمها مندوب إليه، وليس بواجب، وذلك كتعلم بعض أنواع الفنون الجمالية.

اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست