responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 65
الرابع: المكروه، وهو الذي يترجح في الإسلام تركه على فعله، وهو يقابل المندوب إليه.
الخامس: المباح، وهو الذي يتساوى في حكم الإسلام فعله وتركه لاستواء طرفي الفعل والترك فيه، من وجهة النظر الإسلامية.
وكثيرًا ما يخفى على الناس ما في الأعمال الإنسانية من نتائج خير أو شر، فتختلف أنظارهم فيها، وتختلف أحكامهم بالنسبة إليها، إلا أن الشريعة الإسلامية لما كانت منزلة من لدن حكيم عليم بما كان وما هو كائن وما سيكون، وعليم بخصائص الأنفس، وبما يصلح الناس وبما يفسدهم، وبما يكون لهم أنفع وأصلح وأكمل كانت أحكامها مطابقة لما عليه أحوال هذا القسم مطابقة تامة، في كل مسألة من مسائله، وكل جزئية من جزئياته.
وحينما تخفى على الناس الحكمة التي يهدف إليها بعض هذه الأحكام فما ذلك إلا لقصور في مداركهم، ونقص في معارفهم، وعدم استيعابهم لأحوال الناس المختلفة، وللعوامل الداخلية، والنتائج العاجلة والآجلة.
وإلى هذه الأقسام الثلاثة جاءت الإشارة في الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلوات الله عليه:
"الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [1].
أمثلة لما تعتريه الأحكام الخمسة مما يدخل تحت القسم الثالث:
وفي مجال التمثيل لما تعتريه الأحكام الشرعية الخمسة؛ لأنه يدخل تحت القسم الثالث "وهو الوسط بين الخير والشر" نستطيع أن نمر على أمثلة كثيرة

[1] انظر شرح هذا الحديث في كتاب "روائع من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم" للمؤلف وهو الحديث "13" فيه.
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست