الروم» [1] والمراد من تعظمه الروم، وتقدمه للرياسة عليها [2] .
فدل على عنايته صلى الله عليه وسلم بذوي المكانة والرياسة وتقديمهم في الدعوة والمخاطبة، ويشير ابن تيمية إلى نكتة في هذا الشأن فيقول: " وطالب الرئاسة - ولو بالباطل - ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه وإن كانت باطلا، وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه وإن كانت حقّا " [3] .
ومما يدل على عنايته صلى الله عليه وسلم بهذا الصنف من المدعوين أنه كان يجزل العطاء لبعض ضعفاء الإيمان ممن لهم المكانة في أقوامهم، ويعلل ذلك بقوله: «إنه رأس قومه، فأنا أتألفهم به» [4] .
وهكذا فعل صلى الله عليه وسلم في حنين، وقد دانت له العرب فقد أجزل العطاء لبعض ذوي المكانة من الأشراف والسادة، فقد روى البخاري - رحمه الله - عن عبد الله بن مسعود قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا في القسمة: فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب، فآثرهم يومئذ في القسمة» . . . " [5] .
فآثر صلى الله عليه وسلم هؤلاء السادة بهذا العطاء ترغيبًا لهم ولأقوامهم في الإسلام، لما لهم من مكانة وسيادة تجعل أقوامهم تبعا لهم [6] . [1] البخاري، صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء (68 ح 4278) 4 / 1657. [2] ابن حجر، فتح الباري 9 / 86. [3] ابن تيمية، مجموع فتاوى 10 / 599. [4] انظر: ابن حجر: فتح الباري 1 / 144. [5] البخاري، صحيح البخاري، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه (ك 61 ح 2981) 3 / 1148. [6] انظر: أحمد البنا، الفتح الرباني 9 / 62.