مبينًا مكانة " سعد بن معاذ " في قومه: " إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ " [1] فلما أقبل سعد قال أسعد بن زرارة لمصعب: " أي مصعب، جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان " [2] .
فكان لهذه العناية بهذين الرجلين الأثر البالغ حيث أسلم بإسلامهما جميع دور بني الأشهل [3] .
ويبين صلى الله عليه وسلم الحكمة في العناية بذوي المكانة بقوله: «لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن اليهود» [4] .
يقول ابن حجر: " والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود ومن عداهم كان تبعًا لهم " [5] .
فهؤلاء العشرة الذين هم من علماء اليهود ورؤسائهم والذين يقتدي بهم اليهود، لو أسلموا لقادوا سائرهم إلى الإسلام [6] وتأمل موقفه صلى الله عليه وسلم مع سيد أهل اليمامة ثمامة بن أثال رضي الله عنه يتبين لك مدى عنايته صلى الله عليه وسلم بذوي المكانة من الأشراف والسادة الذين يرجى بإسلامهم إسلام أتباعهم. [1] ابن هشام، المرجع السابق 2 / 59. [2] ابن هشام، السيرة النبوية 2 / 59. [3] انظر: ابن هشام، المرجع السابق 2 / 60. [4] صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة (ك 66 ح 3725) 3 / 1434. [5] ابن حجر، فتح الباري 7 ص 695. [6] انظر: أحمد البنا، الفتح الرباني 1 / 102.