اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 85
وتناسى هؤلاء أن للنصر أسبابه وللنهضة أسبابها، وأن للهزيمة أسبابها، وللتأخر أسبابه كذلك، وأن إقحام الدين في ذلك تضليل وافتراء، ولا يحتاج الأمر في توضيح هذه الأسباب إلى عناء كبير.
لماذا لم يقارنوا بين نظم الحكم في الغرب ونظيرها في الشرق؟!
لماذا لم يقارنوا بين ما يتمتع به الغرب من حرية وديمقراطية، وما هو واقع في الشرق من استبداد في الحكم لا نظير له في أي بلد في العالم؟!
إن أسباب التقدم تكمن في احترام هذه الأسباب وضرورة الأخذ بها واحترام العلماء الذين أفنوا أعمارهم في الكشف عنها والتنبيه إليها، ولقد نبه ابن خلدون إلى ذلك قديما كما نبه إليه المفكرون حديثا، وإن السنن الكونية لا تتخلف آثارها إذا ما وجدت الأسباب سواء تعلق ذلك بالأفراد أم تعلق بالجماعات والأمم، فللنصر أسبابه وللهزائم أسبابها؛ كما أن لقيام الحضارات أسبابها ولانهيار الحضارات أسبابها، وتلك سنن الله في كونه لا فرق فيها بين أمة مسلمة وأخرى كافرة.
والقضية كلها تتمثل عندي في أسئلة محددة:
1- هل حقيقةً أن أوروبا قد نفضت يدها من قضايا الدين فلم تعبأ به؟
2- وهل حقيقة أن رفضها للدين كان سببا في تقدمها؟
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 85