اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 86
3- وهل حقيقة أن سبب تأخر الشرق العربي يرجع إلى تمسكه بالإسلام وأخذه به؟
4- قبل الإجابة على هذه الأسئلة أجد هناك سؤالا لا بد من طرحه: هل الإسلام يتعارض مع لأخذ بأسباب التقدم العلمي والحضاري؟
وفي رأيي أن وضع القضية كلها في هذا الشكل يكون أكثر تحديدا وموضوعية بدلا من التلاعب بالألفاظ بوضعها في غير موضعها الحقيقي، وبهذا التحديد نستطيع أن نضع النقاط فوق الحروف.
ولعل الإجابة على السؤال الأخير تعطينا المفتاح الحقيقي للإجابة على الأسئلة السابقة؛ فإن الأخذ بالمفاهيم الدينية الصحيحة لا يتعارض مع الأخذ بأسباب التقدم؛ لأن العلاقة بينهما ليست علاقة تضاد أو تناقض حتى نظن أو نتوهم أن التمسك بالدين الصحيح سبب تأخر أهله، وإنما هي علاقة اشتمال وتداخل أو ما يسمى في عرف المَنَاطقة بعلامة العموم والخصوص والمطلق، فكل ما هو دين صحيح لا بد وبالضرورة أن يكون فيه تقدم للبشرية وأمن وأمان، وكلمة "صحيح" هنا مقصودة بذاتها، حتى لا يعد من الدين ما ليس منه وحتى لا يُرتكَب باسم الله ما لا يمت إليه بسبب، كما أن التقدم الذي ينشده الدين لأهله ليس هو تقدم الأشياء في ذاتها فتكون الحضارة الناتجة عن هذا اللون من التقدم حضارة مادية أو هي حضارة شيئية لا تعني بصانع الأشياء قدر عنايتها بالأشياء في ذاتها؛ ذلك أن هذا
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 86