اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 84
على هذا التخلف الحضاري إلا أن يتخلصوا من تعاليم دينهم أولا، وأن ينحوا الإسلام بعيدا عن شئون حياتهم اليومية؛ ليكون قضية شخصية يمارس الإنسان طقوسه وشعائره إذا أراد ذلك في بيته أو في المسجد وكفى، ويقارن هؤلاء بين تقدم العرب وتأخر الشرق، ويطرحون على الشباب هذه المقارنة الظالمة؛ ليبينوا فيها أن تقدم العرب كان سببه هو التخلص من الدين عمومًا والتمسك بمنطق العلم فقط وليس أمام الشرق إلا أن يسلك مسلك الغرب في ذلك؛ لأنه النموذج الأفضل للتقدم ومواكبة وعلوم العصر، وهذه القضية من أخطر القضايا المطروحة الآن في الساحة الثقافية وهي بؤرة الحوار أو الصراع بين العلمانيين والإسلاميين.
ولقد جند المستشرقون كثيرا من حملة الأقلام وسخَّروهم للترويج لهذه الأكذوبة في البلاد الإسلامية، وأصبح يتولى عبء الدفاع عن هذه القضية -للأسف الشديد- بعض المحترفين للكتابة من المسلمين نيابة عن الاستعمار، فعل ذلك بعض حملة الأقلام في مصر، والشام، والعراق، وتونس، والجزائر، والمغرب، كما شغلت الدعوة لهذه القضية كثيرا من وقت أجهزة الإعلام صحافة وإذاعة وتلفازًا، وعقدت من أجلها الندوات، وأقيمت المؤتمرات والمناظرات، ووصل الأمر بها أن تسلك إلى بعض قاعات الدرس الجامعي تحت ستار التنوير، والمعاصرة، واستغل بعضهم الوضع المتردي للمسلمين؛ ليفهم الشباب أن سبب هزائمهم المتكررة هو التمسك بالإسلام.
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 84