responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 354
والمؤمنون يعتقدون أن اللغة العربية هي اللغة الأم الجامعة، لأنها الوسيلة الحقيقية لأداء الشعائر الدينية صحيحة، فالمؤمن يحس بالألفة والمودة تجاه من يتكلم العربية، وتجاه من يقرأ القرآن عبادة وتقربا لله تعالى، وإن كانت تفصل بينهما آلاف من الأميال، إذ إن الشعور القلبي والرابطة الإيمانية لا تتوقف على قرب الزمان والمكان.
والإسلام دين وعقيدة ولغة ومنهج حياة يحيا -في قلوب سبعمائة مليون من المسلمين- مختلفين في الأوطان والديار والقوميات والعصبيات، ومع ذلك فهو يطبعهم بطابع خاص ويوجههم وفق تعاليمه وأخلاقه ومناهجه الخاصة، وهم يختلفون في أسلوبهم المعاشي ومنهاجهم الحياتي عن غيرهم من الشعوب والأمم التي لا تدين بالإسلام، والمناهج الواحدة والغايات الواحدة كفيلة لإيجاد الألفة الروحية بين المسلمين، وكفيلة بأن تجعلهم أمة متميزة عن غيرهم من الشعوب والأمم.
والإسلام لا يسمح بالتكتل على أساس العنصرية أو اللون أو الجنسية أو الطائفية لأنه الدين الذي جاء لصهر كافة هذه العوامل في وحدة دينية جامعة لا تفرق بين عربي وتركي وكردي أو أحمر وأبيض إلا بالتقوى.. وهو الدين الوحيد الذي جاء ليقرر الأخوة الإيمانية وإنها أخوة تفضل عن أخوة النسب وتعلو عليها، بل هي الرابطة الحقيقية التي تجمع بين مختلف الأجناس والعصبيات.
ونرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو الإمام والقدوة وهو المثل الأعلى للمسلمين يقيم الروابط الاجتماعية في المدينة المنورة على أساس الأخوة الإيمانية دون اعتبار لأخوة النسب، حتى أن المسلمين كانوا يتوارثون بسبب هذه الرابطة، فلو لم يكن لها الاعتبار القوي، ولو لم يكن لها المنزلة العظمى لما جعلت أوثق من قرابة النسب وأقواها أثرا.
وإنه لمن المؤسف حقا أن نجد دعاة الثورية والتقدمية في كثير من بلاد العالم الإسلامي يتحرجون من الدعوة إلى التضامن الإسلامي أمام العالم الغربي المتطور، فيلجئون إلى طبعها بطابع القومية العربية ظنا منهم -غباء أو بسوء نية- أنها أنسب للعصر، وأدعى لأن تحظى برضى الآخرين، وجهل هؤلاء أن القومية ليست دعوة إنسانية. وأنها ضيقة جدا ومحدودة في حيز مكاني صغير، وأن

اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست