اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 321
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [1].
وحين يقبض على الجاسوس يجب قتله بعد أن يستخلص منه المزيد من أخبار العدو. روى مسلم وأبو داود أن رجلًا على جمل قوي قد أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أثناء غزوه لهوازن، يتجسس ثم انفلت كالريح فقال الرسول, صلى الله عليه وسلم: "اطلبوه فاقتلوه"، قال سلمة بن الأكوع: اشتد فكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، وخرجت فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر"[2].
وليس ثمة طريقة أنجح من الصمت والكتمان أمام وسائل مخابرات الأعداء وأن البوح بالأسرار العسكرية يعتبر خيانة في حق الجندي يؤاخذ عليها، وللعلماء في قتله قولان لما روي أن عليًّا -رضي الله عنه- قال: "بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا والزبير والمقداد بن الأسود، وقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها" فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب, فقالت: ما معي من كتاب, فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب, فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب ما هذا" قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقًا في قريش، ولم أكن من أَنْفَسِها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "قد صدقكم " فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق"[3].
ومما يدخل في مجال التخطيط، إثارة الحرب النفسية وتوهين العزائم بنشر [1] سورة الممتحنة: 1. [2] معنى فندر: سقط، وما بعدها انظر مسند أحمد: 2/ 45، سنن أبي داود: 2/ 44. مسلم: 3/ 1374. [3] الظعينة: المرأة فتح الباري: 6/ 143.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 321