responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 322
الشائعات، وبث أسباب الفرقة في صفوف الأعداء، وإظهار قوة المسلمين التي ترهب العدو وتشل حركته وتضعف قواه..
وقد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة أسلوب توهين القوى، فأمر قادته بإشعال النار ليلًا حينما أشرف المسلمون على مكة، وبعث العباس إلى قريش ليبث في نفوسهم الذعر من جيش المؤمنين ومن قوته الروحية والمادية ذلك لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يدخل مكة دون قتال وأن تستسلم قريش استسلامًا حقنًا للدماء وحرصًا على النفوس والأعراض واحترامًا لحرمة مكة، مع أن الله تبارك وتعالى قد أحلها له ساعة من نهار ولم تحل لأحد قبله ولا لأحد بعده..
واستعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسلوب إظهار القوة والغلبة في معظم المعارك التي خاضها ضد الشرك.. حدَّث سعيد عن قتادة قال: "ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة[1] ثلاث ليال"[2].
قال ابن الجوزي: إنما كان يقيم ليظهر تأثير الغلبة وتنفيذ الأحكام وقلة الاحتفال، فكأنه يقول: من كانت فيه قوة منكم فليرجع إلينا[3].
واستعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسلوب "العطاء المادي" لتفتيت عضد الكافرين، وبعثرة جمعهم، وتأليب بعضهم ضد بعض وإقصاء جماعة منهم عن ميدان المعركة وعن مواجهة المسلمين، ففي غزوة الأحزاب التي تمالأت بها قوى الكفر والضلال مجتمعة ضد الحق وأهله، عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على غطفان من المعونات الغذائية والعطاء المادي أضعاف ما عرضه عليهم يهود خيبر وثمارهم مقابل أن ينسحبوا من الحصار.
وكان المسلمون في تخطيطهم الحربي يحسنون اختيار الوقت المناسب لمفاجأة العدو، فقد كان التوقيت لغزو بني قريظة بعد انسحاب الأحزاب يوم الخندق مباشرة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحث المؤمنين على سرعة الحركة والخروج

[1] العَرْصَة بفتح العين والصاد وسكون الراء: البقعة الواسعة من الأرض من غير بنيان.
[2] فتح الباري: 6/ 181، سنن أبي داود: 2/ 58.
[3] المصدر السابق.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست