اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 320
له: "يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ولا تحدثن شيئًا حتى تأتينا" [1].
وقد عقد البخاري بابًا سماه "باب فضل الطليعة" وذكر فيه حديث جابر أنه قال: "قال النبي -صلى الله عليه وسلم: " من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب" قال الزبير أنا.. ثم قال: "من يأتيني بخبر القوم؟ " قال الزبير: أنا, فقال النبي, صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواريًّا وحواري الزبير" [2].
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسعد بن معاذ بن النعمان سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة إلى يهود بني قريظة حينما نكثت عهدها واستعدت لمظاهرة الأحزاب، وقال لهم: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقًّا فالحنوا لي لحنًا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس" [3]. وحين تحقق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غدرهم، لم يخبر المسلمين حتى أتموا استعداداتهم حفاظًا على روحهم المعنوية".
وقد نبه القرآن الكريم المؤمنين لأخذ الحيطة والحذر من الكافرين لئلا يعلموا شيئًا عن أسرار الحرب والخطط والتنظيمات الإسلامية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [4]..
وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتخذ الحراسة المشددة على كتائب المسلمين كيلا يتسرب شيء من أخبار القتال إلى الأعداء ففي غزوة أحد استعمل خمسين رجلًا بقيادة محمد بن مسلمة يطوفون بالعسكر ليلًا[5]..
وقد نهى الله تبارك وتعالى المسلمين عن اتخاذ الأعداء أولياء من دون المؤمنين وإطلاعهم على أسرار الحروب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ [1] سيرة ابن هشام: 3/ 243. [2] فتح الباري: 6/ 52. [3] سيرة ابن هشام: 3/ 232. [4] النساء: 71. [5] الطبقات لابن سعد: 2/ 93.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 320