responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 319
4- التخطيط للحرب:
إن التخطيط للمعركة يعتبر ركنًا أساسيًّا ومهمًّا لنجاح العمليات الحربية، والتخطيط يتضمن معرفة قوات الطرفين عدة وعددًا ونوعية السلاح الذي سيستخدم ومدى التمرين عليها وطبيعة أرض المعركة والأجواء المحيطة بها والرأي العام العالمي وتحديد موقف الدول الأخرى من الطرفين. ومدى اقتناعهم بالهدف الذي يسعون لتحقيقه.
والتاريخ الإسلامي حافل بالخطط الحربية التي وضعت بدقة وإحكام منذ أن كان هناك قتال بين المسلمين وغيرهم..
والخطة الناجحة هي التي لا ينفرد القائد بوضعها، لأن رأي الفرد قد يخطئ وأمله قد يخيب. ورأي الجماعة أقرب للصواب. ولهذا فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان حريصًا على وضع الخطة أساسًا على مبدأ الشورى، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون من بعده.
وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتحرى أخبار الأعداء قبل الإقدام على المعركة، ففي غزوة بدر أرسل "بسيس بن عمرو" و"عدي بن أبي الزغباء" يستطلعان أخبار قريش، وقد تمكنت جماعة من المسلمين في أثناء التماسها أخبار قريش من العثور على رجلين من رجال العدو فأحضروهما للرسول -صلى الله عليه وسلم- ليتعرف عن طريقهما على أخبار قريش فسألهما عن عددهم، فلم يجيبا فسألهما عن عدد ما يذبحون من شياه في اليوم، فقالوا بين التسع والعشر، فقال القوم بين التسعمائة إلى الألف، ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام والحارث بن عامر وغيرهم[1].
فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه وهو يقول: "هذه مكة ألقت إليكم أفلاذ كبدها"..
وفي غزوة الأحزاب الخطرة قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع؟ " ثم بعث حذيفة بن اليمان ليتعرف ما حصل بالقوم، وقال

[1] الكامل لابن الأثير: 2/ 83.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست