responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 318
وكان -صلى الله عليه وسلم- يسوي الصفوف فإذا وجد رجلًا نابيًا نبهه، وفي بدر كان "سواد بن غزيه" خارجًا عن الصف فضربه في بطنه وأمره أن يلزم الصف..
وقال -رضي الله تعالى عنه- لجنده: "سووا صفوفكم كالبنيان المرصوص وقدموا الدارع وأخروا الحاسر"..
وكان خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقسم جيوشه إلى مجموعات وقد حارب الروم بهذا النظام فجعل جيشه مؤلفًا من ميمنة وميسرة وقلب وأقام على القلب أبا عبيدة بن الجراح وعلى الميمنة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان وأقام على كل مجموعة بطلًا من أبطال المسلمين أمثال القعقاع وعكرمة وعياش بن غنم وعبد الرحمن بن خالد، وكان أبو سفيان يسير بين المجموعات وهو يقول: "الله.. الله، إنكم قادة العرب وأنصار الإسلام, وإنهم زادة الروم وأنصار الشرك، اللهم إن هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك"..
وهكذا أعد خالد بن الوليد المسلمين إعدادًا نظاميًّا لم يسبق إليه واقتبس سعد بن أبي وقاص هذا النظام في القادسية سنة 14هـ[1]..
والإسلام دين قائم على التعاون وخدمة المسلمين بعضهم بعضًا.. قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [2].
وإذا كان التعاون واجبًا على كل المسلمين تجاه بعضهم بعضًا خارج المعارك والحروب فهو أوكد وألزم في القتال الذي يستوجب وحدة الكلمة ووحدة الخطة ووحدة النظام ووحدة الصف. ولذلك كان المسلمون في حروبهم مثالًا للانضباط والتعاون، وبهذا النظام والإخلاص حققوا انتصارات يعجب لها التاريخ ويزهو بها فخرًا.

[1] مقدمة ابن خلدون: ج2 ص305.
[2] سورة الفتح: 29.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست