اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 315
وفي بدر استشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- صحبه لقتال قريش، فقال أبو بكر وأحسن القول، وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله امض لما أمرك به الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد[1] لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه..
ثم قال سعد بن معاذ: فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضه معك وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غدًا، إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، لعل الله يريك ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله[2].
وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يميز نفسه بشيء عن جنوده، ففي معركة بدر كان كل ثلاثة من المسلمين يتناوبون الركوب على بعير واحد[3] فكان إذا جاء دوره ترجل الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال له صاحباه: اركب حتى نمشي عنك, فيقول: "ما أنتما بأقوى على المشي مني وما أنا بأغنى عن الأجر منكما" [4].
ومع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان القائد الأعلى للجيش، فقد كان يختار قادة يحملون الألوية ويتقدمون الجنود، ففي بدر اختار مصعب بن عمير وعلي بن أبي طالب ورجلًا من الأنصار، وفي حرب بني قينقاع اختار حمزة بن عبد المطلب لحمل راية المسلمين..
وفي أحد كان أسيد بن نضير يتقدم الأوس والحباب بن المنذر يتقدم الخزرج وعلي بن أبي طالب يتقدم المهاجرين ومصعب بن عمير من جماعة القادة الذين يحملون الألوية أيضًا..
وفي مؤتة دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراية لزيد بن حارثة قال أنس بن مالك: "خطب [1] هي مدينة على ساحل البحر الأحمر على مرحلتين من قنفذه جنوبًا على جبل مرتفع فيها مسجدان وسوق ويسكنها بنو هلال. [2] الكامل لابن الأثير: 2/ 84. [3] المرجع السابق. [4] الإسلام والحرب ومصادره: ص65.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 315