اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 27
الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [1], وقال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [2], وقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [3].
وإذا استقر هذا الإطار في ذهن الفرد وفي ذهن الجماعة استطاعت الحياة -فكرا وأسلوبا ووسائل- أن تتحرك في داخله بحرية ومرونة واستجابة لكل تطور فطري صحيح مستمد من التصور الكلي الثابت القويم.
ولعل هذه الميزة التي تتصف بها الثقافة الإسلامية هي التي ضمنت للمجتمع الإسلامي تماسكه وقوته مدى سنوات عديدة رغم الضربات العنيفة التي وجهت إليه، ورغم الحروب الصليبية التي استمرت أكثر من ألف عام، ورغم الحملات الشنيعة من المغول والتتار.. التي استهدفت القضاء على قوى المجتمع الإسلامي وإبادة المسلمين، ورغم الدعايات الباطلة والشبهات السيئة التي تتأثر من حين لآخر لتشويه تعاليم الإسلام ومبادئ الإسلام وأنظمة الإسلام.
يقول الأستاذ محمد أسد "ليوبولد فايس" في كتابه "الإسلام على مفترق الطرق": "يخبرنا التاريخ أن جميع الثقافات الإنسانية وجميع المدنيات، أجسام عضوية تشبه الكائنات الحية.. إنها تمر في جميع أدوار الحياة العضوية، التي يجب أن تمر بها، إنها تولد، ثم تشب وتنضج، ثم يدركها البلى في آخر الأمر، فالثقافات كالنبات الذي يذوي ثم يستحيل ترابا تموت في أواخر أيامها، وتفسح المجال لثقافات أخر ولدت حديثا".
"أهذه إذن حال الإسلام؟ ربما ظهرت كذلك عند إلقاء أول نظرة سطحية.. ومما لا شك فيه أن الثقافة الإسلامية شهدت نهضة مجيدة وعهدا من الازدهار. وكان لها من القوة ما يلهم الرجال جلائل الأعمال وأنواع التضحية، ولقد غيرت معالم الشعوب، وأوجدت دولا جديدة، ثم سكنت وركدت [1] الجاثية: 18. [2] الأنعام: 253. [3] المائدة: 50.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 27