اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 28
وأصبحت كلمة جوفاء.. وها نحن أولاء اليوم نشهد انحطاطها التام ولكن هل هذا كل ما في الأمر؟
"إذا كنا نعتقد أن الإسلام ليس مدنية من المدنيات الأخر، وليس نتاجا بسيطا لآراء البشر وجهودهم، بل هو شرع سنة الله لتعمل به الشعوب في كل مكان وزمان فإن الموقف يتبدل تماما.
وإذا كانت الثقافة الإسلامية نتيجة لاتباعنا شرعا منزلا.. فإننا حينئذ لا نستطيع أبدا أن نقول: إنها كسائر الثقافات خاضعة لمرور الزمن، ومقيدة بقوانين الحياة العضوية.. ثم إن ما يظهر انحلالا في الإسلام ليس إلا موتا وخلوا يحلان في قلوبنا، التي بلغ من خمولها وكسلها أنها لا تستمع إلى الصوت الأدبي، ثم ليس ثمة علامة ظاهرة تدل على أن الإنسانية -مع نموها الحاضر- قد استطاعت أن تبتعد عن الإسلام.. إنها لم تستطع أن تبني فكرة الإخاء الإنساني على أساس عملي، إنها لم تستطع أن تشيد صرحا اجتماعيا يتضاءل التصادم والاحتكاك بين أهله فعلا على مثال ما تم في النظام الاجتماعي الإسلامي.. إنها لم تستطع أن ترفع قدر الإنسان ولا أن تزيد في شعوره بالأمن، ولا في رجائه الروحي وسعادته"[1].
"ففي جميع هذه الأمور نرى الجنس البشري في كل ما وصل إليه، مقصرا كثيرا عما تضمنه المنهج الإسلامي.. فأين ما يبرر القول إذن بأن الإسلام قد ذهبت أيامه؟ أذلك لأن أسسه دينية خالصة، والاتجاه الديني زي غير شائع اليوم؟
ولكن إذا رأينا نظاما بُني على الدين قد استطاع أن يقدم منهاجا عمليا للحياة أتم وأمتن وأصلح للمزاج النفساني في الإنسان، من كل شيء آخر يمكن العقل البشري أن يأتي به عن طريق الإصلاح والاقتراح أفلا يكون هذا نفسه حجة بالغة في ميدان الاستشراف الديني"؟
"لقد تأيد الإسلام -ولدينا جميع الأدلة على ذلك- بما وصل إليه الإنسان من أنواع الإنتاج الإنساني، لأن الإسلام كشف عنها وأشار إليها، على أنها مستحبة قبل أن يصل إليها الناس بزمن طويل". [1] الإسلام على مفترق الطرق ص103.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 28