responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 262
وللغة العربية لغة الإسلام هي اللغة المحببة إلى قلوب المسلمين جميعًا -عربيهم وأعجميهم- لأنها لغة العقيدة والتوحيد، بها نزل القرآن الكريم وبها خاطب الوحي محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبها نودي الإنسان، بإنسانيته {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} {يَا بَنِي آدَمَ} ليذكره بأصله الكريم السوي، وبها تحدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة الأذان والإقامة والصلاة والنسك وسائر الشعائر الإسلامية، وهي التي تربط بين قلوب المسلمين، فبظلها يجتمعون، وبها يتعارفون ويتوحدون، وأكرم بها من لغة. وما كان الإمامان البخاري ومسلم -نضر الله وجهيهما- شيخي أهل السنة والجماعة إلا لأنهما جَمَعا ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول وفعل وتقرير، وإلا لأنهما حفظا للغة العربية هذا الأصل البلاغي العظيم، وللشريعة هذا النبع الصافي الزلال.
يقول الشيخ رشيد رضا, رحمه الله تعالى: " ... فاللغة العربية ليست خاصة بجيل العرب سلائل يعرب بن قحطان، بل هي لغة المسلمين كافة، وما خدم الإسلام أحد من غير العرب إلا بقدر حظهم من لغته، ولم يكن أحد من العرب في النسب يفرق بين سيبويه الفارسي النسب وأستاذه الخليل العربي في فضلهما واجتهادهما في اللغة، ولا بين البخاري الفارسي وأستاذه أحمد بن حنبل العربي في خدمة السنة ولا نعرف أحدًا من علماء الأعاجم له حظ في خدمة الإسلام وهو يجهل لغته، ولولا أن ظل علماء الدين في جميع الشعوب الإسلامية مجمعين على التعبد بقراءة القرآن المعجز للبشر بأسلوبه العربي. وأذكار الصلاة، وغيرها بالعربية، ومدارسة التفسير والحديث بالعربية لضاع الإسلام منها"[1].
ويقول أيضًا: "إن اللغة رابطة من روابط الجنس، وقد حرم الإسلام التعصب للجنس، لأنه مفرق للأمة، ذاهب بالاعتصام والوحدة، واضع للعداوة موضع الألفة، وقد كان من إصلاح الإسلام الديني والاجتماعي توحيد اللغة بجعل لغة هذا الدين العام، لغة لجميع الأجناس التي تهتدي به، فهو قد حفظ بها، وهي قد حفظت به، فلولاه لتغيرت كما تغير غيرها من اللغات، وكما كان يعروها التغير من قبله، ولولاها لتباعدت الأفهام في فهمه، ولصار أديانًا يكفر أهلها

[1] نقلًا عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: 1/ 61.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست