responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 246
المجون"[1].
ويقول: "لا بد من تطور طويل دقيق قبل أن يصل الأزهر إلى الملاءمة بين تفكيره وبين التفكير الحديث، والنتيجة الطبيعية لهذا أننا إذا تركنا الصبية والأحداث للتعليم الأزهري الخالص، ولم نشملهم بعناية الدولة ورعايتها وملاحظتها الدقيقة المتصلة, عرضناهم لأن يصاغوا صيغة قديمة, ويكونوا تكوينًا قديمًا، وباعدنا بينهم وبين الحياة الحديثة التي لا بد لهم من الاتصال بها والاشتراك فيها، وعرضناهم لطائفة غير قليلة من المصاعب التي تقوم في سبيلهم حين يرشدون، وحين ينهضون بأعباء الحياة العملية، فالمصلحة الوطنية العامة من جهة ومصلحة التلاميذ والطلاب الأزهريين من جهة أخرى، تقتضيان إشراف وزارة المعارف على التعليم الأولي والثانوي في الأزهر"[2].
وهكذا نلمس في فكر هذين الرجلين التأثير القوي الذي أحدثته حركة التغريب؛ فهما في كل قول من قوليهما يهدمان ركنًا من أركان الإسلام، وفي كل تعبير من تعبيراتهما يهاجمان شعيرة من شعائر الدين، وهما يكرهان الشرق لأنه متمسك بدينه، ويحبان الغرب لأنه نبذ الدين..ويدعوان بصراحة دعوة مباشرة وغير مباشرة علنية وسرية، مكشوفة أو مكتومة للتخلي عن الدين وعن كل ما يربطنا به من رباط، وأن نتخلى عن مقومات الحضارة الإسلامية وعن كل ما يشدنا إلى الأخوة الإيمانية والرابطة الدينية.. ويتمنيان من كل قلبيهما: أن يلبس الشرق المسلم لباس الغرب الملحد، وأن يأكل من أكله وأن ينهج نهجه وأن يتبع سبيله.. إنها لعمري دعوة فاسدة مريعة ضالة مضلة إنه التغريب الذي غير فيهما النظرة الإسلامية تغييرًا كاملًا.
القسم الثاني: ويمثله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تربوا التربية الدينية، وأخذوا بالعلوم الإسلامية، فوفوا لها ودافعوا عن التراث الإسلامي، وأبرزهم رشيد رضا والعقاد، ومصطفى صادق الرافعي.
يقول مصطفى صادق الرافعي في كتابه "المعركة بين القديم والجديد تحت

[1] مستقبل الثقافة "الفقرة 9 ص46-50" نقلًا عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر.
[2] مستقبل الثقافة "الفقرة 13 ص75-77" عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ص237.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست