responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 245
ولا بأس من أن نعتمد على الترجمة إلى حد بعيد حتى يتمصر العلم وتتمصر ألفاظه وعندئذ نسير فيه بالتأليف...." "ولكن تعليم العربية، في مصر لا يزال في أيدي الشيوخ الذين ينقعون أدمغتهم نقعًا في الثقافة العربية، أي ثقافة القرون المظلمة، فلا رجاء لنا بإصلاح التعليم حتى نمنع هؤلاء الشيوخ منه، ونسلمه للأفندية الذين ساروا شوطًا بعيدًا في الثقافة الحديثة"[1].
والنموذج الثاني لدعوة التغريب يمثله د. طه حسين، في معظم كتاباته، ولكنه أشد ما يكون بروزًا ووضوحًا وحماسة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي ظهر عام 1938م.
يقول الدكتور محمد محمد حسين: "وهذا الكتاب أشد خطرًا من الكتاب السابق -يعني كتاب: اليوم والغد لسلامة موسى- وأبلغ أثرًا. وترجع خطورته إلى أن صاحبه قد شغل مناصب كبيرة في الدولة، مكنته من تنفيذ برامجه أو إرساء أسس تنفيذها على الأقل. فقد كان عميدًا لكلية الآداب بالقاهرة، وكان مديرًا عامًّا للثقافة بوزارة التربية والتعليم -المعارف وقتذاك- وكان مستشارًا فنيًّا بها. وكان مديرًا لجامعة الإسكندرية. وكا آخر الأمر وزيرًا للتربية والتعليم، ثم إن شهرته وكثرة المعجبين به وتأثر الكثرة الكبيرة من تلاميذه بآرائه ومناهجه وافتتانهم بها قد زاد في خطورة أثره"[2].
يقول طه حسين: "إن سبيل النهضة واضحة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء، وهي أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب" ويقول: "هذه الحضارة الإسلامية الرائعة لم يأت بها المسلمون من بلاد العرب، وإنما أتوا ببعضها من هذه البلاد، وببعضها الآخر من مجوس الفرس، وببعضها الآخر من نصارى الروم.. وقد احتمل المسلمون راضين أو كارهين زندقة الزنادقة ومجون الماجنين ذلك في الحدود المعقولة، ولكنهم لم يرفضوا الحضارة الأجنبية التي أنتجت تلك الزندقة وهذا

[1] عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: ص223-227.
[2] الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: ص228.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست