responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 244
يقول سلامة موسى: "كلما ازددت خبرة وتجربة وثقافة توضحت أمامي أغراض في الأدب كما أزاوله. فهي تتلخص في أنه يجب علينا أن نخرج من آسيا: "ديانة" وأن نلتحق بأوربا، فإني كلما زادت معرفتي بالشرق زادت كراهيتي له وشعوري بأنه غريب عني. وكلما زادت معرفتي بأوربا زاد حبي لها وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها. هذا هو مذهبي الذي أعمل له طوال حياتي، سرًّا وجهرًا.. فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب". ويقول: "أريد أن تكون ثقافتنا أوربية لكي نغرس في أنفسنا حب الحرية والتفكير الجريء" كما يفصح عن إرادته بقوله "أريد من التعليم أن يكون تعليمًا أوربيًّا لا سلطان للدين عليه ولا دخول له فيه" و"يريد من الحكومة أن تكون ديموقراطية برلمانية كما هي في أوربا، وأن يعاقب كل من يحاول أن يجعلها مثل حكومة هارون الرشيد أو المأمون، أوتوقراطية دينية"[1].
ويقول: "إن هذا الاعتقاد بأننا شرقيون قد بات عندنا كالمرض ولهذا المرض مضاعفات، فنحن لا نكره الغربيين فقط ونتأفف من طغيان حضارتهم فقط، بل يقوم بذهننا أنه يجب أن نكون على ولاء للثقافة العربية، فندرس كتب العرب ونحفظ عباراتهم عن ظهر قلب كما يفعل أدباؤنا المساكين أمثال المازني والرافعي، وندرس ابن الرومي ونبحث عن أصل المتنبي، ونبحث في علي ومعاوية ونفاضل بينهما، ونتعصب للجاحظ. وليس علينا للعرب أي ولاء، وإدمان الدرس لثقافتهم مضيعة للشباب وبعثرة لقواهم، فيجب أن نعودهم الكتابة بالأسلوب المصري الحديث، لا بأسلوب العرب القديم.. ثم يجب أن نذكر أن إدمان الدرس للعرب يشتت الأدب المصري ويجعله شائعًا لا لون له"[2].
ويقول: "لنا من العرب ألفاظهم، ولا أقول لغتهم، بل لا أقول كل ألفاظهم، فإننا ورثنا عنهم هذه اللغة العربية وهي لغة بدوية لا تكاد تكفل الأداء إذا تعرضت لحالة مدنية راقية كتلك التي نعيش بين ظهرانيها الآن".
ويقول أيضًا: "ونحن في حاجة إلى ثقافة حرة أبعد ما تكون عن الأديان،

[1] كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: 2/ 223.
[2] المصدر السابق.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست