responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 247
راية القرآن" عن الذين يدعون للتغريب "فئة من شبابنا قد أخذوا بغير أخلاق هذا الدين، ونشئوا في غير قومه وعلى غير مبادئه، فرأوا فيه بظنونهم وقالوا برأيهم ورضوا له ما لا يرضاه أهله، فهؤلاء مهما كثروا لا يستطيعون أن يحدثوا حدثًَا، بل يفنون والجماعة باقية، وينقصون والأمة نامية، ويذهبون إلى رحمة الله، ومن رحمة الله أنهم لا يعودون ثانية"[1].
أجل ما زال للدعوة الحميدية ألسنة ناطقة، وأقلام كاتبة، وأفواه معبرة، وأيدي عاملة وآذان واعية، وأدمغة مفكرة وأفئدة مخلصة، ما زال للحق رجال ينافحون عنه ويحمون حماه ويذودون عن حياضه، ويبذلون النفس والنفيس والغالي والعزيز في سبيل أن ينصر الحق وأن ترتفع رايته وأن يعلو شأنه وأن يزدان قدره وأن تقوى شوكته.. وإنه من تمام النعم على الأمة عدم خلو الأرض من قائم لله بحجته، ووجود هؤلاء الرجال المخلصين المدافعين الثابتين الصابرين علامة من علامات عظمة الإسلام، وبرهان من براهين قوة الدعوة الخالدة، ودليل من أدلة استمرار الديانة الغراء الخالدة التي تكفل الله تبارك وتعالى من علياء سمائه بحفظها وبقائها ما بقيت في الأرض حياة..
2- الخطورة الثانية التي خلفتها مدارس التغريب:
ابتعد الذين دعوا إلى العلمانية عن روح الإسلام، وعن فهم مبادئه، فداخَل إيمانهم الضعف، وبذرت في قلوبهم بذور التشكيك وعدم اليقين وعلت أبصارهم غشاوة الافتتان بالغرب فلم يميزوا بين الغث والسمين وبين الباطل والحق وبين الخبيث والطيب.. فحسبوا أن النهضة الفكرية والعلمية والأدبية والاجتماعية تكمن في تقليد الغرب، وفي اتباع سننهم حذو القذة بالقذة، ولم يقارنوا بين بيئتهم الجاهلة وبيئتنا النيرة وبين ظروفهم الداكنة وظروفنا الواضحة، وبين دينهم المحرف وديننا المحفوظ..
وقد عموا عن إدراك أسباب عزنا الأول ومجدنا العظيم وحضارتنا التليدة، حينما كانت أوربا غارقة في ظلمات الجهل، وحينما كانت الكنيسة تصدر أحكامها بالإعدام على من يبحث في علم من العلوم بحثًا منطقيًّا سديدًا، ومن

[1] عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ج2 ص244.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست