responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 240
لأن حجتهم نشر العلم والتهذيب، ورفع لواء التمدن، ومن لا يرضى بذلك فليس له من اسم الإنسانية نصيب وتقوم عليه قائمة حرب التعنيف والتنديد بلسان كل خطيب وقلم كل كاتب، فلا مناص من أن تقبل هذه الأقاليم الشرقية الوافدين إليها من المرسلين الذين لهم نصراء الهداية والمعارف والتمدن في ظاهر العين وسفراء الاستعمار والاستيلاء في الحقيقة، وهل يتصور أن قومًا جازوا البحار وتجشموا الأخطار لمحض منفعة من وفدوا إليهم خدمة للإنسانية كما يقولون؟
كلا.. ولا هي محض التكسب واستجلاب الدرهم والدينار.. إننا نعلم حق العلم أنه ما من مدرسة من هذه المدارس إلا ولها جمعية من الجمعيات الخيرية في مملكتها، تنفق عليها النفقات الطائلة ولا يكون ذلك عبثًا، ونرى بأعيننا من جهة أخرى أن كل دولة غربية ما وضعت يدها على أمة أو قبيلة -تملكًا أو حماية- إلا وجعلت مقدمة ذلك المدارس، فبان أن المقصد العظيم والباعث القوي هو سياسي وملِّيٌّ في آن واحد"[1].
وقد عقد المبشرون مؤتمرًا في "أدنبرج" سنة "1910م" وحضره "1200" مبشرًا من المندوبين.. وتفرع إلى لجان ثمان، خاضت اللجنة الثالثة منها في الأعمال المدرسية التي يقوم بها المبشرون فقالت: "اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى في عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التي أسسها الأوروبيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجح على تأثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوربا كلها"[2].
ويقول القائد الفرنسي الجنرال "بيير كيللر" عن وسائل التأثير الفرنسي في الشام قبل احتلالها: "التربية الوطنية كانت بكاملها تقريبًا في أيدينا، وفي بداية حرب عام "1914" كان أكثر من اثنين وخمسين ألف تلميذ يتلقون دروسهم في مدارسنا، وكان بين هؤلاء فتيات ينتمون إلى عائلات إسلامية عريقة، مما جعل الجمعية المركزية السورية التي تألفت في باريس تعلن عام 1917م أن جميع ميول السوريين وعواطفهم تتجه نحو فرنسا، بعد أن تعلموا لغتها وخبروها على مر

[1] عن كتاب الغزو الفكري: ص39.
[2] الغارة على العالم الإسلامي: ص115- 119.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست