responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 239
بمسيحيتهم.. لأن عناصر الإسلام وحقائقه الراقية. تسمو إلى غير ما حدود عما لدى المبشرين من عقائد وأخلاق وعادات تطبع المسلم بطابع الإحساس بالتفوق والاعتزاز بدينه، لذلك اتجه التفكير التبشيري إلى إيجاد "حامض" مذيب لهذه المناعة الإسلامية في نفوس المسلمين، وقد كان التعليم والثقافة الأوربية هما أخطر المواد التي استخدمت في تحقيق هذا العمل التخريبي الهدام على أوفى الوجوه"[1].
وقد أدرك المبشرون أنفسهم أهمية "التعليم والثقافة" كوسيلة لبث أفكارهم فقال زويمر: "المدارس هي من أحسن الوسائل لترويج أغراض المبشرين، وقد كان عدد التلاميذ في المدرسة التبشيرية في طهران قبل سنتين فقط "40 إلى 50" فصاروا الآن "115" وكلهم يتلقون التربية النصرانية بكل إتقان. وكذلك الحال في مدرسة تبريز التي يديرها هذا القسيس، فقد كان فيها [3] تلاميذ من المسلمين ثم صاروا 50 ... "[2].
يقول القسيس "سن كلير تيسدال" في تقرير له عن التبشير في فارس: "بذلت إرساليات التبشير جهدها في بلاد فارس ونجحت في تبديد ما يعتقدونه في النصارى من أنهم مشركون بالله ويعبدون آلهة ثلاثة. وهذا الاعتقاد وقر في نفوس المسلمين لما يشاهدونه في الكنائس الشرقية والكاثوليكية إلا أنهم عادوا الآن فصاروا يفرقون بين الفرقتين النصرانيتين وتبين لديهم أن البروتستانتية خالية من الوثنية فارتاحوا لها"[3].
وقال أحد المفكرين الإسلاميين: "ما طمحت الدول الأوربية إلى الاستيلاء على بلد أو إقليم من الشرق عمومًا إلا وسبقت إليها بافتتاح المدارس بمرسليها الدينيين، ومن تخلق بأخلاقهم ليعدوا لها طريق الاستعمار، علمًا منهم بأن مأمورية هؤلاء المعلمين ليست عبارة عن بث الأخلاق، وتعاليم -دينية كانت أو فنية- وهم إذا دخلوا قرية، وظهروا بهذا المظهر لا يلاقون معارضة أو ممانعة،

[1] من الكتاب نفسه: ص37 بتصرف.
[2] الغارة على العالم الإسلامي: ص101.
[3] الغارة على العالم الإسلامي: ص99.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست