responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 241
الأجيال وتأكدوا من إخلاصها وتجردها".
ويقول أيضًا: "إن كلية عينطور في لبنان هي وسط ممتاز للدعاية الفرنسية" ويقول: "إن مؤسساتنا تعمل دون ملل لتغذية النفوذ الفرنسي مثل: معهد الدراسات العبرية في القدس ومعهد الدراسات الإسلامية في القاهرة، والمدرسة الإكليريكية الدومينيكانية في الموصل.."[1].
ويصرح زعيم المبشرين النصارى "زويمر" بالأثر الذي خلفته المدارس الأجنبية في البلدان الإسلامية قائلًا: "لقد قبضنا -أيها الإخوان- في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية، وإنكم أعددتم نشأ في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقًا لما أراده الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يعرف همه في دنياه إلا في الشهوات.. فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء"[2].
وتلك الأقوال وهذه التصريحات تبين السر في اهتمام المبشرين بإنشاء مدارس تبشيرية في المدن والقرى على السواء، وفي إرسال المدرسين والمدرسات إلى تلك المدارس، وفي الإشراف الكنيسي الكامل على مناهج التعليم والتثقيف في البلاد الإسلامية، التي امتدت إليها الأيدي الآثمة، أيدي الكفر والضلال، أيدي الفساد والبغي.. وكان للمبشرين أسلوبهم في توجيه التعليم الوجهة التي يريدونها: وأول هذه الأساليب: إنشاء مدارس مدنية، تعلم جميع العلوم الكونية والإنسانية عدا العلوم الإسلامية. وثاني هذه الأساليب إلقاء الحصار المادي والمعنوي على المدارس الأهلية أو الحكومية التي تعلم العلوم الإسلامية، وذلك بقطع المعونات المادية عنها، وبالتقليل من مكانة أستاذ الدين وبالاستخفاف بالأقوال التي يتفوه بها.. وبوسمه بالرجعية والجحود والتحجر..

[1] عن كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: 2/ 264.
[2] أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي: ص63.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست