responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 180
والحجة في هذا أنه كان تاجرًا والتاجر لا بد أن يراجع حساباته ويضبطها ولا يتأتى ذلك لأميٍّ.
هذا التخيل الذي ينسجه هؤلاء المستشرقون مصادم للوقائع التاريخية، التي لا يستطيع أحد أن يتجاهلها أو يردها بمجرد أحلام يقظة وطيش، ولم يكن هناك أي دليل من الدلائل التاريخية تثبت أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان يعرف القراءة والكتابة. ولو عرف عنه ذلك لما سكتت قريش المعادية المعاندة، وكانت تود أن ترى ثمة خيطًا ولو كان رفيعًا لرفض دعوته ولمقاومته بشتى وسائل المقاومة.. وكان في عصره -صلى الله عليه وسلم- عشرات من التجار لا يقرءون ولا يكتبون وهم من ذوي الثراء والملكية المنوعة ونحن الآن وبعد أربعة عشر قرنًا من نزول القرآن الكريم نجد بيننا تجارًا كبارًا أميين. وقد وصف القرآن الكريم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالأمية فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} [1].. وقال: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [2].
وعندما تجمعت قريش لغزوة أحد أرسل العباس بن عبد المطلب كتابًا سريًّا يخبر فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا التجمع فدفع النبي -صلى الله عليه وسلم- الخطاب إلى أبي بن كعب فلما قرأه وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الخطر الذي سيواجه المسلمين استكتم أبيًّا ما قرأ، ولو كان -صلى الله عليه وسلم- يحسن القراءة لقرأ الكتاب بنفسه ولما احتاج إلى من يقرأه ثم يستكتمه الخبر.
وحين كتبت ثقيف شروط إسلامها للنبي -صلى الله عليه وسلم- أجازت فيها الربا والزنا، فلما قرئ الخطاب على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للقارئ وهو يقرأ كلمة "الربا": ضع يدي عليها، فوضع يده فمحاها، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا} [3], ولما بلغ كلمة الزنا قال: ضع يدي عليها فمحاها أيضًا وقرأ: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [4].
وأُمِّيَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- قضية متواترة لا تحتمل تشكيكًا، ولا تحتاج إلى بحث من

[1] الأعراف: 157.
[2] العنكبوت: 48.
[3] البقرة: 278.
[4] الإسراء: 32. وانظر الموسوعة القرآنية: 1/ 31.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست