اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 179
معلوماته من مصادر كثيرة منها صهيب الرومي، وسلمان الفارسي. وزوجه -صلى الله عليه وسلم- مارية القبطية. أحقًّا هم يؤمنون بما يقولون؟ أم هو مجرد اتباع للهوى ولأهل الأغراض التي تخطط ليلًَا ونهارًا لإشاعة مثل هذه الفتن والأقاويل[1].
أما صهيب الرومي فقد قيل عنه إنه عربي الأصل من بني النمر بن تولب، سبته الروم طفلًا وباعته، ونشأ بمكة، ويقال إنه عتيق عبد الله بن جدعان[2] فماذا عسى أن تكون ثقافة طفل أو صبي حتى يستفيد منه محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو لم يذهب إلى بلاد الروم, ولم تكن الدولة البيزنطية دولة توفر العلم حتى يفيض على الصبيان، ويقال: إن صهيبًا هذا نشأ بالعراق[3].
وأما سلمان الفارسي فقد كانت رحلته بحثًا عن الحقيقة، ولم يصل إلى بلاد العرب إلا بعد الهجرة وبعد أن مر على إعلان الدعوة الإسلامية ما يربو على خمسة عشر عامًا[4].
وأما مارية القبطية فقد أهديت للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت أمة ساذجة لا ثقافة لها.
فأي زور وأي بهتان يسيل من أقلام هؤلاء المستشرقين، أفلا يعقلون؟ أفلا يخضعون للحق المبين.. وإن ذهبوا كل مذهب من ضلال وبهتان، فإن نور الإسلام لن يطفأ وإن الله تعالى متم نوره ولو كره المشركون.
وإن هؤلاء الصحابة أمثال صهيب الرومي وسلمان الفارسي الذين أشار إليهم المستشرقون، قد أتوا ليتعلموا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتتلمذوا على يديه، ولو كان أحدهم مبرزًا في علم وثقافة، أو أستاذًا في العلوم الدينية لما ساغ له أن يأخذ ممن علمه؟ وهل يأخذ الأستاذ العلم ممن علمه؟ وهل يكون التلميذ أستاذًا لأستاذه؟
ومما يثيره المستشرقون تلبيسًا وتشويهًا لحقائق ثابتة تاريخيًّا وعمليًّا، مسألة أمية محمد -صلى الله عليه وسلم- فهم يقولون: إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لم يكن أميًّا، بل كان قارئًا كاتبًا، [1] الإسلام والمستشرقون. [2] الاستيعاب: 2/ 727. [3] الاستيعاب: 2/ 727. [4] الاستيعاب: 2/ 634-638.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 179