اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 178
[1]- منها أن الخطاب يوجه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمراد به المسلمون[1] وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} [2], فالنبي -صلى الله عليه وسلم- متق الله ولم يطع الكافرين والمنافقين، ولكن الخطاب موجه إلى أمته. وكما في قوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [3]. وهو -صلى الله عليه وسلم- كان معرضًا عن المشركين.
2- ومنها أن السؤال لا يعني الاستفهام، وإنما يعني التأمل والبحث ومن ذلك قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [4], ولا يمكن أن يسأل محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولًا من الرسل الذين سبقوه، كيف وبينه وبين عيسى عليه السلام وهو آخر واحد منهم نحو ستة قرون، ويمكن أن يقال إن الخطاب موجه إلى الأمة الإسلامية وليس إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- على الخصوص. والمراد ابحثوا في رسالات الأنبياء جميعًا فستجدونها تدعو لعبادة الله وحده، ولا تسمح بتأليه أحد سواه ولا بالخضوع لأحد غيره[5].
3- ومنها أن الجملة مشروطة بتحقق الشك، "فإن كنت في شك" ومحمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن في شك أبدًا مما أنزل الله إليه، ولهذا قيل في تفسير الآية الكريمة إن لفظ "إن" للنفي أي ما كنت في شك قبل، يعني لا نأمرك بالسؤال لأنك شاك لكن لتزداد يقينًا كما ازداد إبراهيم يقينًا برؤية إحياء الموتى[6]، وعلى هذا فما بنى هؤلاء المستشرقون دراستهم عليه وما وصلوا إليه من نتائج دعوات لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها أصلًا، ومرجع ذلك ضعفهم في اللغة العربية فضلًا عن لؤم طويتهم.
وقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فقالوا: إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد استقى [1] التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي: 15/ 68. [2] أول سورة الأحزاب. [3] سورة الأنعام: 106. [4] سورة الزخرف: 45. [5] الإسلام والمستشرقون: ص13. [6] التفسير الكبير: 17/ 162.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 178