responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 65
فهم يطردون الغرب سياسيًّا, ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيًّا1".
ولقد بدأ هذا السبيل مبكرًا..
ربما ليساعدوا إلى تخريج الأساتذة التي تجري "تفريخ" مبادئهم بعد ذلك في بلادهم بغير حاجة إلى ابتعاث الجدد، وبغير حاجة إلى جهد غير وطنيّ, وهو يصرح به نفس الكاتب السابق حين يقول:
"أما الآن, فقد قبلت التأثيرات الغربية في الشرق الأدنى إلى درجةٍ تجعل من الصعب التحقق من أن امرءًا ما, قد ذهب, أولم يذهب إلى أوربا أصلًا، فقد أصبح العرب متغربين بدون أن يتكلفوا عبء الذهاب إلى أوربا".
ومثل ذلك هو الشيخ: رفاعة الطهطاوي, الذي بعث إلى باريس خمس سنوات "1826-1831" ليعود بعدها يصرح بأن الرقص الغربيّ -الذي تتلاصق فيه أجساد, وتختلط الأنفاس, وتتلاقى النظرات- بأن هذا الرقص لونٌ من العياقة والشلبنة -أي: الفتوة- ثم ينادي بالفرعونية -وهي في ميزان الإسلام جاهلية وعصبية منتنة- ينادي بها بديلًا عن الإسلام.
ومن بعد رافع, كان طه حسين وكتاباته في مستقبل الثقافة في مصر, وفي مرآة الإسلام, ومن قبلها في الشعر الجاهليّ, لا تحتاج إلى تعليق لكل ذي بصر إسلاميّ.
ومع طه حسين, قاسم أمين الذي نادى في مصر بتحرير المرأة, وإن نسب البعض كتابته إلى الشيخ محمد عبده, والزعيم سعد زغلول, وقد خشي الزعيمان على شعبيتهما فحملا قاسم العبء, وحمله أنه كان ظلومًا جهولًا..
كل هؤلاءلم تكن ثقافتهم ولا ترتيبتهم محلية, ومن ثَمّ فلم يكن غريبًا ما صرحوا به أو أذاعوه, بل كان ذلك جزءًا من مخطط رهيبٍ أثيمٍ؛ لهدم قيم الإسلام ومثله, ولا يزال الابتعاث رغم ما خرج من أساتذة يقومون بنفس

1 العالم العربي اليوم - مورو بيرجر.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست