responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 64
أما السبيل الأول: فهو ما لجأ إليه من حصر التعليم الديني, وحصاره ماديًّا ومعنويًّا؛ فأما الحصر والحصار الماديّ: فقد كان يفتح التعليم اللاديني في مواجهته, وتشجيعه, وهو ما أشار إليه المستشرق جب "بإنماء التعليم العلمانيّ تحت الإشراف الإنجليزي في مصر والهند".
وتَمَّ مع ذلك تضييق الموارد المادية على التعليم الدينيّ, وإغداقها على التعليم اللادينيّ.
وأما الحصر والحصار المعنويّ: فهو ما لجأ إليه من تنفيرٍ وسخريةٍ بطالب العلم الدينيّ وبأستاذه, وبالتفرقة بين أساتذيّ الدين والمواد الأخرى في كل شيء, تفرقة مرسومة مقصودة, ثم بالتفرقة بين خريج المعاهد والكليات الدينية, وبين زملائه في الكليات الأخرى, فمناصب المعاهد والكليات الدينية محدودة, متواضعة في المظهر وفي الجر, ومناصب المعاهد والكليات الأخرى عديدة كثيرة, فارهة المظهر، والأجر. وفي اللاشعور يرسب ذلك كله, نفورًا من الدين, وإقبالًا على غير الدين؛ من حيث لا يدري الطالب الصغير, أو الكبير, ومن حيث لا يشعر.
وأما السبيل الثاني: فكان الابتعاث إلى الخارج, إلى الدول غير الإسلامية, وحقق ذلك الابتعاث نتائجه الباهرة المقصودة..
فهو أولًا يزيد طالب التعليم العام جهالة بدينه وقيمه ومثله, ويزيده تعلقًا بقيم الغرب أو الشرق ومثله, وهو من ناحيةٍ أخرى, يبدأ بتطبيعه بطباع غير إسلامية, ثم يصير التطبع مع الزمن طبعًا, وينسلخ الطالب من حيث لا يشعر حتى من تقاليده في الملبس والمأكل والمشرب وطريقة التعامل, ويغدو غربيًّا أو شرقيًّا, ربما أكثر من الغربيّ أو من الشرقيّ.
وحول هذا المعنى يقول أحد الكتاب الغربيين: "فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى, تتحول هذه المنطقة؛ فتصبح أكثر غربيةً, ويواجه الزعماء العرب طريقين.

اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست